احتضنت الدارالبيضاء، صباح أمس الأربعاء، اجتماعا لمجلس إدارة المجلس العالمي للعمل الاجتماعي، بحضور 30 خبيرا ومسؤولا، مغاربة وأجانب، لتدارس الوضع الاجتماعي في إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، وفي العالم. وحضر هذا اللقاء، الذي سيستمر يومين، كريستيان رولي، من فرنسا، رئيس المجلس العالمي للعمل الاجتماعي، والمدير التنفيذي للمجلس، دنيس كوريل، من أستراليا، ورؤساء الجهات التسع المكونة للمجلس، وهي جهات إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، التي يرأسها إدريس الكراوي، الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وإفريقيا الوسطى والغربية، وإفريقيا الشرقية والجنوبية، وأميركا اللاتينية، وجنوب آسيا، وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادي، وشمال شرق آسيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية وجزر الكرايبي. ويأتي هذا الاجتماع، الأول من نوعه للمجلس العالمي للعمل الاجتماعي، ليترجم ثقة هذه المؤسسة الدولية غير الحكومية ذات المصداقية في المغرب، من خلال دعم التنمية الاجتماعية، ورفاهية سكان العالم. وقال إدريس الكراوي، ممثل مجلس إدارة المجلس العالمي للعمل الاجتماعي، في إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، أن هذا الملتقى الجهوي الأول اختير له موضوع "الحماية الاجتماعية في الوطن العربي، سياسات مقارنة"، نظرا لأهمية المسألة الاجتماعية في خضم ما يعرفه العالم، والمنطقة العربية، من تحولات مؤسسية واجتماعية عميقة. وأضاف أن "الأزمة المتنامية لأنظمة الحماية الاجتماعية، واحتدام العجز المالي لأنظمة التغطية الصحية وأنظمة التعاقد، والأنظمة الموجهة للعاطلين وللأشخاص المسنين والفئات الاجتماعية الأخرى، عوامل تستدعي تضافر الجهود بين كل المتدخلين، خاصة بين دول الشمال والجنوب، لمواجهة ارتفاع الحاجيات الاجتماعية وتمويل الحماية الاجتماعية". من جهته، اعتبر كريستيان رولي، رئيس المجلس العالمي للعمل الاجتماعي، أن هذا الاجتماع يعد فرصة لطرح الأسئلة الاجتماعية الملحة، في علاقتها بشعوب العالم الثالث، وقال "كان لنا اجتماع مع خبراء، واتخذنا خيارا استراتيجيا، هو دعم المبادرات الاجتماعية في الدول العربية، التي نعتبرها شريكا حقيقيا لنا، رغم الإكراهات والصعاب، لمعرفة كيف يمكن تقوية المعطى الاجتماعي في هذه الدول". وركزت علياء الدالي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، على أن تنامي الاهتمامات الاجتماعية في العالم الثالث يفرض وضع إطار واضح، وتخطيط لجيل من السياسات الاجتماعية، والعمل على مساعدة الدول لرسم مستقبل اجتماعي ممكن لسكان العالم. في السياق نفسه، ركز محمد نجيب كديرة، المدير العام لوكالة التنمية الاجتماعية وعضو الشبكة المغربية للمجلس الدولي للعمل الاجتماعي، على أهمية العمل الاجتماعي المنجز بالمغرب خلال العشر سنوات الأخيرة. وقال "هناك مجهود مهم، من نماذجه الحية، إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي لم يقتصر دورها على محاربة الفقر والهشاشة، بل خلقت تنمية اجتماعية حقيقية". ويهدف الملتقى، الأول من نوعه، الذي ينظم في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط منذ انتخاب المغرب عضوا في المجلس الإداري للمجلس الدولي للعمل الاجتماعي، إلى وضع إطار يسمح بتوحيد جهود منظمات المجتمع المدني، والكفاءات العربية العاملة في مجالات العمل الاجتماعي، والتضامن، بشكل عام، والحماية الاجتماعية، على وجه الخصوص. ويتوق الملتقى إلى تحقيق هدف مزدوج، هو إعطاء الانطلاقة لتفكير جماعي يخص مجالات بالغة الأهمية بالنسبة للتنمية البشرية المستديمة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والتعرف على ما يجب أن تكون عليه الأولويات والاختيارات الاستراتيجية للمنطقة بهذا الخصوص، ثم تدارس الجوانب العملية لإنشاء شبكة عربية، ترتبط بالمجلس الدولي للعمل الاجتماعي. وسيكون بإمكان هذه الشبكة العربية، التي ستضاف للشبكات الجهوية التسع في المجلس الدولي للعمل الاجتماعي، المساهمة في تأطير وهيكلة التفكير والدراسات المنسقة، والتحليل والعمل المبني على التشاور، وتبادل التجارب والمعارف والخبرات الخاصة بالمنظمات غير الحكومية. ولهذه الغاية، وجهت الدعوة إلى حوالي 30 خبيرا ومسؤولا عن المنظمات غير الحكومية المنتمية لبلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط للمشاركة في هذه الأيام الدراسية، لتبادل الأفكار بخصوص هذه الإشكالية العامة، والعمل على إضفاء وتجسيد بعد دولي على الحماية الاجتماعية في العالم العربي.