منذ اندلاع الأزمة السورية منذ أكثر من ثلاث سنوات, و نحن نعيش على إيقاع جرائم حقيقية ترتكب في حق أبرياء عزل ,لا ذنب لهم سوى أنهم خرجوا إلى الشارع للتنديد بواقع عام ظل و على مدى عقود من الزمن جاثما على صدور أبناء الشام، سوريا الجريحة هي اليوم محط اهتمام عالمي و عربي بالدرجة الأولى, بدأت ملامحه تتكشف يوما عن آخر, عنوانها البارز حقوق الإنسان التي تنتهك و بعناوين عريضة أصبح معها اللاجئ السوري هدفا و وسيلة للتجاذبات السياسية بين دول و للأسف الشديد عربية ,استغلت الأزمة السورية لتمرير رسائل عدائية مقيتة تجردت من كل ما هو إنساني . فمرة أخرى, تكشف الجزائر عن وجهها الحقيقي في التعامل مع حالات إنسانية لا ذنب لها سوى أنها فرت من جحيم حرب أهلية طائفية بدأت تطفو على سطح الأرض السورية التي تتجه إلى المجهول، فمن العيب و في ظل هذا الخرق السافر لأبسط الحقوق و في ظل هذا السلوك الجزائري أن نتحدث عن شيء اسمه حقوق الإنسان بدولة تنتهكها كل يوم و في مواقع عديدة، تخنق أنفاس الجزائريين و كل المعارضين لسياساتها التفقيرية و لنهجها التحكمي و اللاديموقراطي للمسار السياسي لدولة عاجزة عن قبول الرأي المعارض و عن تصفية سياسية لخصومها السياسيين في انتخابات رئاسية تفصل على مقاس حزب حاكم أدخل الجزائر في أزمات خانقة و يصر اليوم و ضدا عن إرادة الجزائريين أنفسهم على إعادة رئيس مريض إلى سدة الحكم, في مشهد فكاهي يبكي أكثر مما يضحك ، تضرب حصارا لا أخلاقيا و لا إنسانيا و تمارس حربا نفسية وتشويها للحقائق عن الجرائم التي يرتكبها النظام العسكري الجزائري في مخيمات تندوف و التي كان آخرها قتل متظاهرين من أهل الصحراء احتجاجا على الأوضاع المزرية و اللاإنسانية التي تعيشها المخيمات و التي تفتقر لعيش أبسط حيوان, فما بالك بإنسان, و اليوم تمارس عمليات ترحيل جماعية للاجئين السوريين في اتجاه المغرب و في شروط و ظروف لا إنسانية تجردت من كل ما هو أخلاقي و بشهادات حية لبعض الأسر السورية التي خبرت حقيقة النظام الجزائري ، هي ذي جزائر حقوق الإنسان و هذا نظامها الذي لم يعد له من هم سوى التنكيل بأشقاء عرب في أغرب مشهد يمكن تصوره, و الأغرب من هذا و ذاك أنها و بمجرد ما انكشفت حقيقتها و بمجرد أن تناقلت وسائل إعلام عربية و دولية لفضيحة الترحيل انبرت الحكومة الجزائرية في حملة عدائية ضد المغرب لا لشيء سوى أن الشعب المغربي و قيادته الحكيمة فتحت ذراعيها للإخوة السوريين في أروع صورة للتلاحم و التآزر و التي تبقى أكبر إدانة لما ارتكبته الجزائر في حق لاجئين عرب, فلا احد باستطاعته التغطية على جرائم النظام الجزائري و على ادعاءاته باحترام حقوق الإنسان التي تبقى مجرد متمنيات ليس إلا في انتظار أن يثبت العكس.