بثلاثية نظيفة وبملعب بوبكر أعمار سقط القراصنة أمام فارس النخيل. السقطة كانت مدوية، لأنها جاءت في الوقت الذي كان فيه القراصنة يبحثون عن انتصار ثمين يبعدهم عن المرتبة ما قبل الأخيرة، التي لازمتهم منذ دورات. الهزيمة القاسية التي فاجأت كل فعاليات سلا الرياضية جعلت المحبين يتساءلون عن مصير الفريق، وعن قدرته على المحافظة على مكانته ضمن قسم الكبار. السؤال تزداد حرقته لكون فارس النخيل، هو بدوره صعد مثله مثل فريق الجمعية السلاوية هذا الموسم، لكن مع مفارقة غريبة الفريق المراكشي ينافس على البطولة، في حين فريق الجمعية السلاوية في وضعية جد حرجة. أزمة فريق الجمعية السلاوية ابتدأت منذ الدقيقة 56 عندما عرف اللاعب العياطي كيف يترجم تمريرة من قدم العلودي إلى هدف زاد لاعبي فريق الجمعية السلاوية ارتباكا، في حين عمد فريق الكوكب المراكشي إلى استغلال المساحات الكبيرة التي كان يتركها لاعبو الفريق السلاوي، ومن شارع كبير، ينطلق العلودي في الدقيقة 65 ومن تسديدة قوية يوقع ثاني أهداف فارس النخيل، وليزداد فريق الجمعية السلاوية انكسارا، وليطمع لاعبو الدميعي في المزيد من الأهداف، وكان لهم هذا المبتغى في الدقيقة 85 ، بعد مرتد سريع نفذه العلودي، ومنه سجل ثاني أهدافه في هذا اللقاء، والثالث لفريقه. ومن خلال الطريقة التي سجل بها العلودي هدفيه يتضح بأن فريق الجمعية السلاوية كان غير قادر على مجاراة فريق الكوكب المراكشي في سرعته، كما كان لاعبو الجمعية غير قادرين على التفوق في النزالات الفردية، الشيء الذي يطرح سؤالا كبيرا حول الطراوة البدنية للاعبين خاصة بعد فترة الراحة التي بلغت 40 يوما. مقابل ذلك عرف لاعبو فريق الكوكب المراكشي كيف يعتمدون على السرعة، وعلى لعب جماعي كانت فيه التمريرات القصيرة، والمقوسات سلاحا أربك الدفاع السلاوي، وجعله غير قادر على فرملة العياطي والعلودي وجبيرة. تصريحان أمين بنهاشم، مدرب فريق الجمعية السلاوية: «هذه المباراة هي للنسيان، لم نكن حاضرين طيلة المباراة، لقد فاجأني أداء اللاعبين. بصراحة فإن هذه المباراة لا تصلح لكي تستخلص منها العبر لأنها كانت كلها أخطاء قاتلة، وعلى جميع الأصعدة، ولذلك فإن الهزيمة كانت مستحقة.» هشام الدميعي، مدرب فريق الكوكب المراكشي: «لقد كنت متخوفا من هذه المباراة، لأنني كنت أعرف رغبة فريق الجمعية السلاوية في الانتصار. فوزنا اليوم جاء بفعل النجاعة الهجومية والواقعية، التي خضنا بها هذه المباراة التي اعتمدت على جزئيات صغيرة.»