عبرت مجموعة من الفعاليات الجمعوية المهتمة بالبيئة بمدينة القنيطرة، عن استنكارها للوضع البيئي الذي أصبحت تعرفه المدينة جراء وجود غبار أسود أصبح يسود أجواء المدينة ويهدد ساكنتها بمشاكل صحية خطيرة. وقد عبر عدد من المواطنين في تصريحات متفرقة للجريدة، عن قلقهم الكبير من هذه الظاهرة، حيث أصبحوا مضطرين لإغلاق نوافذ منازلهم بإحكام وعدم نشر الغسيل في الاسطح ، ناهيك عن تخوفهم من الأمراض التي يمكن أن تنتج عن استنشاق هذا الغبار الأسود، والتي قد تصل إلى حد الإصابة بالسرطان، حسب متخصصين في المجال. ورغم أن تقرير لجنة تقنية مختلطة كانت قد قامت بزيارات ميدانية للوقوف عند أسباب المشكل، قد أشار إلى أن الغبار الأسود ناتج عن حرق كميات هائلة من العجلات المطاطية بطريقة عشوائية، إلا أن الجهات المعنية لم تتخذ أي إجراءات لوضع حد لهذا المشكل البيئي الخطير. وكرد فعل على هذا الوضع، أطلقت جمعية الغرب للمحافظة على البيئة، حملة ترافعية من أجل الدفاع عن حق مواطني مدينة القنيطرة في بيئة نظيفة، حيث دعت الجمعية ساكنة المدينة إلى وضع قناع يغطي الفم والأنف خلال تجولهم بالشارع العام ، وذلك يوم الأربعاء 12 فبراير 2014، في إشارة إلى خطورة الهواء الذي بات يستنشقه سكان المدينة. كما هيأت الجمعية ، كذلك، عريضة توقع من طرف المواطنين للمطالبة بالوقف الفوري لتلويث هواء مدينة القنيطرة والعمل على عدم حصول ذلك في المستقبل. وتجدر الإشارة إلى أن مشكل الغبار الأسود بدأ يظهر بالمدينة منذ سنة 2011، ورغم الرسائل والشكايات التي وجهها المجتمع المدني إلى المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي، إلا أن الوضعية لم تزدد إلا استفحالاً ، فيما تبقى صحة المواطنين عرضة للإصابة بأمراض تنفسية خطيرة، هذا بينما تتوجه شكوك المهتمين بالشأن البيئي إلى الوحدات الصناعية بالمدينة وما تنفثه من غازات ضارة تؤثر على الغلاف الجوي وتجعله غير صالح للتنفس.