اعتبر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاوريرت «الجذاذة» التي تقدمها إدارة المستشفى الإقليمي بتاوريرت للمرضى قبل إجراء أية عملية جراحية قصد التوقيع عليها، «صك إدانة ومحاولة للتنصل من توفير الحماية للمريض واحترامه» وذلك لتضمنها فقرة تقول: «أقر بأن الطبيب المشرف... وضح لي بإسهاب وبكل موضوعية الإمكانيات المتواضعة التي يتوفر عليها المستشفى... كما أنه قدم لي الشروحات حول الأخطار المصاحبة لهذه العملية... ووافقت على إجراء العملية الجراحية وما يترتب عنها من نتائج»، وأضافت الجمعية، في رسالة موجهة إلى وزير الصحة، بأن هذه الفقرة «لا تشكل أي سند واقعي أو قانوني يمكن الاختباء وراءه لإخلاء المسؤوليات المباشرة في إعمال الحق في الصحة وتمكين المواطنين من الولوج إليه». وتطرقت الجمعية في رسالتها، إلى الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها قطاع الصحة بإقليم تاوريرت وانتهاك حق المواطن في هذا المجال، مشيرة إلى مجموعة من الشكايات التي توصلت بها من أسر وعائلات مرضى كانوا ضحايا للتقصير والإهمال والأخطاء الطبية، مطالبة بفتح تحقيق واتخاذ الإجراءات الملائمة. وفي هذا الإطار تم التذكير بملف المرحومة فتيحة الشافعي (25 سنة) والتي لقيت حتفها أثناء الوضع في ظروف غامضة حسب شكاية عائلتها بالمستشفى الإقليمي لتاوريرت بتاريخ 04/07/2013 . ثم قضية المواطنة نزيهة مصالحي (31 سنة) من مدينة العيون الشرقية، والتي أجريت لها عملية قيصرية بمستشفى الفارابي بوجدة يوم 05 نونبر2013 ولم يلتئم جرحها، لتعاد لها أربع عمليات على نفس الموضع من دون جدوى، قبل أن تفرض عليها إدارة المستشفى المغادرة بتاريخ 31 دجنبر 2013 لتواجه مصيرها المجهول. وقضية أمينة حسني (43 سنة) من العيون الشرقية، والتي ولجت المستشفى الإقليمي لتاوريرت في منتصف شهر دجنبر 2013 من أجل إجراء عملية حول «فتق/ hernie « ببطنها، وانتهت ببتر يدها اليمنى بسبب سوء استعمال «مصل الدم/ Serum « كما جاء في شكاية زوجها الموجهة إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، هذا إضافة إلى شكاية من عائلة المرحومة مريم بوشامة (36 سنة) وجنينها، اللذين لقيا حتفهما على التوالي يومي 21 و23 دجنبر 2013 بالمستشفى الإقليمي بتاوريرت.. وإلى جانب ذلك، تضمنت الرسالة مجموعة من المطالب لدعم القطاع الصحي بإقليم تاوريرت، حيث طالبت بالتشغيل الفوري لقاعة الجراحة بقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي، وتوفير الأطباء الاختصاصيين والأطر الصحية الكافية، زيادة على المطالبة بإنشاء قسم للإنعاش وتوفير جهاز «السكانير» والتجهيزات الخاصة بجراحة العظام والمفاصل مع المطالبة بمداومة الأطباء المختصين في خدمات الأشعة والفحص بالصدى وتوفير الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة على مدار السنة. كما يطالب فرع الجمعية بتجديد الأجهزة المتهالكة بقسم الجراحة ودعم مركز التصفية الدموية بالأدوية والمعدات وتزويده بآلات تصفية جديدة، حتى لا يحرم مرضى القصور الكلوي الجدد من العلاج، والمطالبة بإرسال الحالات الاستعجالية، التي تفد من العيون الشرقية على المستشفى الإقليمي لتاوريرت، مباشرة إلى مستشفى الفارابي أو المستشفى الجامعي بوجدة...