بعد تمرين دام عدة أشهر تغير معه سلوك ركاب حافلات مدينة بيس الدارالبيضاء عند الصعود لركوب الحافلة باستعمال الباب الأمامي ، والنزول من بابها الخلفي ، فقد تم الوقوف مؤخرا على دواعي القيام بهذا الإجراء من طرف إدارة الحافلة بعد أن أصبحت جميع الحافلات تتوفر على جهاز إلكتروني متعدد الاستعمال مثبت بالقرب من مقود سائق الحافلة يعمل تحت الطلب بتسليم التذكرة الورقية الخاصة بالرحلة ، أو بتمرير بطاقة الدفع المسبق على شاشة الجهاز من طرف السائق الذي أضيفت له مهمة القابض لتجعل صاحب البطاقة في وضعية سليمة أثناء تواجده على متن الحافلة عند إجراء أي عملية مراقبة وهو ما تراهن عليه إدارة حافلات مدينة بيس الدارالبيضاء وتشجع مستعملي الحافلات على اقتناء بطاقة الدفع المسبق الذكية نظرا لتعدد إيجابياتها والتي ستمكن من الابتعاد تدريجيا عن ثقافة التعامل بالنقود . هذه التكنولوجيا الجديدة الدخيلة على حافلات مدينة بيس ورغم ما قد يبدو من نجاعتها، فإنها حملت معها منذ البداية جملة من الاكراهات، وذلك ماجاء على لسان أحد السائقين في حديث له مع بعض الركاب وهو في رحلته بأن هذا الجهاز فرض على سائقي حافلات مدينة بيس القيام بوظيفتين ، سياقة الحافلة ، ومهمة القابض أو الجابي . الاكراهات المصاحبة لهذه العملية شخصها السائق في كون أغلب الركاب لايحملون معهم الصرف وهم يقدمون للحصول على تذكرة الرحلة إما قطعة نقدية من 5 دراهم أو 10 دراهم أو أوراق مالية من فئة 20 درهما أو من فئة 50 درهما أو من فئة 100 درهم ، وأمام ارتفاع عدد الركاب يشتد الازدحام وتتعالى أصوات الاحتجاج مع ما يصاحب ذلك من توقف للحافلة مدة أطول لتقديم تذكرة الرحلة لكل راكب والعمل على استرجاع المبلغ المتبقي من ثمن التذكرة . هذا التوقف ودائما على لسان السائق ، غالبا ما يتسبب في عرقلة حركة السير وحينها يطلق العنان لمنبهات السيارات ، وقد تختلف المدة الزمنية لتوقف الحافلة حسب الخطوط والمحطات وساعة ارتفاع الطلب على استعمال الحافلة خاصة في أوقات الدخول أوالخروج من العمل أو الدراسة ، مما يتسبب في تأخير موعد وصول الحافلة لصعوبة التحكم في تدبير زمن الرحلة ، خاصة بالنسبة لركاب حافلات محطات النهاية . تصوروا معي ، يقول هذا السائق، الحالة التي سيتواجد عليها السائقون بعد الانتهاء من عملهم ، هذه المعاناة اليومية والتي قد تختلف وعورتها من خط لآخر بعد أن وضع لها المسؤولون بإدارة حافلات مدينة بيس تعويضا قدره 150 درهما يحتسب إلى جانب الأجر الشهري ، علما بأن عددا من السائقين يجدون نقصا في المبالغ المحصلة خلال عملهم اليومي أثناء عملية تسليمها إلى الإدارة ويفرض عليهم استرجاعها عن طريق اقتطاعها من راتبهم. وحول مصير جباة التذاكر الحاليين، فإن إدارة حافلات مدينة بيس ستحولهم إلى مراقبين بعد خضوعهم إلى تدريب خاص حول كيفية استعمال جهاز المراقبة الالكتروني بعد تعميم اقتناء بطاقة الدفع المسبق .