يعتبر المغرب من الدول التي شاركت في الألعاب الاولمبية الشتوية لمرات عديدة خلال السنوات الماضية، حيت استطاع الرياضيون المغاربة ضمان المشاركة ست مرات، و كانت المشاركة الأولى عام 1968 بكرونوبل الفرنسية، وانتظر المغاربة عام 1984 ليشهدوا المشاركة الثانية بسراييفو اليوغوسلافية (البوسنة حاليا)، ثم كانت المشاركة الثالثة عام 1988 بكالكري الكندية، و كانت بعد ذلك العودة إلى فرنسا عام 1992 بمنطقة ألبرتفيل، ثم شارك المغاربة عام 2006 بتورينو في منطقة بيدمونت في إيطاليا، و بعد مرور اربع سنوات كان المغرب من الدول التي شاركت بالألعاب الشتوية عام 2010 في فانكوفر الكندية، والتي عرفت مشاركة المتزلج سمير عزيماني الذي احتل المركز الخمسين بهذه البطولة في مسابقة التزلج على المنحدرات الجليدية . و بالإضافة إلى المشاركات السابقة، فالرياضة الوطنية ستشارك بالألعاب الشتوية التي تجري فعالياتها بمدينة سوشي الروسية خلال الفترة الممتدة بين 7 و 23 فبراير الحالي، و ضمت البعثة الوطنية ثلاثة متزلجين فقط هما الشقيقان آدم و سامي الحميدي الذين يحملان الجنسية الكندية، و كذلك كنزة التازي التي عاشت لمدة سبع سنوات في جبال الألب السويسرية، و يعتبر المغرب و لبنان الممثلين الوحيدين للرياضة العربية، و قال مصطفى نايت لحو رئيس الجامعة الملكية المغربية للتزلج على الجليد في تصريحات للزميلة « ليبيراسيون» إن البعثة الوطنية صغيرة بالمقارنة مع باقي الدول المشاركة، إلا أن المشاركين المغاربة هم أكثر من المشاركين العرب والأفارقة. وكان آدم الحميدي 18 سنة، قد فاز بالميدالية الذهبية في البطولة الشتوية للشباب التي أقيمت بإنسبورك بالنمسا سنة 2012، و يعتبر هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق، الأول من نوعه على المستوى العربي والإفريقي، و يحظى آدم باهتمام كبير من وسائل الإعلام بعد أن استطاع السنة الماضية ضمان ورقة التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، كما استطاع بفضل النتائج المتميزة التي حققها خلال مسابقات نظمت بالشيلي من 11 غشت إلى 8 شنبر الماضيين، من انتزاع مقعد إضافي للمغرب لفائدة شقيقه سامي» 16 سنة» الذي استطاع التأهل للألعاب الأولمبية في المسابقات التقنية «التزلج المتعرج والتزلج على المنعرجات الكبرى «، بعدما حصل على مجموع النقاط الضرورية التي يفرضها الاتحاد الدولي للتزلج من أجل التمكن من التأهل للألعاب الأولمبية، وذلك خلال مشاركته في المسابقات التي تم تنظيمها الأسبوع الماضي بولاية كولورادو الأمريكية. و تجدر الإشارة إلى أن الشقيقين ادم وسامي، قد تمكنا خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2011 و2013 من حصد العديد من الجوائز حيث فازا ب 34 و 26 ميدالية على التوالي، أي ما مجموعه 60 ميدالية و هذا الأمر عجز عن تحقيقه العديد من الرياضيين المغاربة، و قال المدرب الوطني لرياضة التزلج مارتن كوتي ، في تصريح ليبيراسيون إن «آدم وسامي يعتبران من بين أفضل المتزلجين بأمريكا الشمالية في فئتهما العمرية، إذ حصلا على جوائز استثنائية» و أضاف كوتي ، بأن المشاركة في هذه الدورة هي فقط من أجل اكتساب التجربة من خلال منافسة أفضل المتزلجين في العالم، خاصة خلال الدورات القادمة، حيث سيبلغ متوسط العمر لأفضل 15 متزلج في العالم 31 عاما. واعتبر المشاركة بسوشي الروسية فرصة عظيمة للمشاركين الشباب . أما بخصوص الإعداد لهذا الحدث الرياضي، فقد وضح مارتن كوتي أن آدم و سامي قد عملا بكندا على الرفع من لياقتهما البدنية، لأن رياضة التزلج على الجليد هي رياضة صعبة وتحتاج إلى إعداد جيد كباقي الأنواع الرياضية . وعبر آدم الحميدي عن سعادته الكبيرة وفخره بتمثيل المغرب بالألعاب الشتوية، مستحسنا اختياره لقضاء بعض الوقت بالمغرب قبل التوجه إلى سوتشي الروسية. و في حديثه عن رياضة التزلج على الجليد بالمغرب قال آدم «هذه الرياضة بالمغرب لازالت في بداياتها لكن يمكن القول بأنها في تطور ملموس». وقال السعيدي بناصور نائب رئيس الجامعة الملكية لرياضة التزلج على الجليد، و رئيس البعثة المشاركة في هذه الألعاب الشتوية، في تصريح لليومية المغربية، إن المغرب كان يطمح إلى المشاركة بأكبر عدد من المتزلجين، لكن للأسف لم يتم جمع النقاط التي كانت ستسمح بذلك، خاصة بعد فشل سمير العزيمي من جمع نقاط التي كانت ستمكنه من المشاركة في هذه الألعاب الشتوية. و اعتبر السعيدي أن رياضة التزلج بالمغرب، عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة نتيجة المجهود الكبير الذي تبذله الجامعة الملكية لرياضة التزلج مما ساهم في الرفع من عدد الاندية المرخصة و التي وصل عددها إلى 22 ناديا، كما بلغ عدد الممارسين اليوم 1200 متزلج، والطموح هو بلوغ 3700 ممارس خلال 2017 .