رغم ظروف الفقر الذي عاشت فيه ورغم صعوبة الحياة والأمراض،قاومت «ع» كل هذه العوامل وعملت من أجل شراء منزل بأحد أحياء مدينة فاس لتستقر رفقة أختها «م»حيث يعيشانفي هدوء و أمان إلا أن الأقدار جعلت أقرب الناس إليها أخاها الذي كان من المفروض أن يساعدهما ويقدم لهما يد العون والمساعدة للأسف الشديد ومن أجل بعض الدريهمات فضل وضع حد لحياة أخته ليسرق 140ألف ريال»، فاعلة الخير حوالي الساعة 7و30من مساء يوم الجمعة تقدم «ع _س» الى منزل السيدة عائشة حيث حمل معه وجبة عشاء من احد المطاعم بالمدينة وتناول الجميع الوجبة اللذيذة بعد ذلك مكنها من المبلغ الذي سبق وقرضه منها وكانت أختها شاهدة على ذلك .شكرها جزيل الشكر على مساعدتها له و لباقي أفراد العائلة حيث كل من لجأ إليها لا ترده خائبا.السيدة عائشة معروفة بعمل الخير والإحسان رغم قلة الإمكانيات المادية إلا أنها كانت من أهل الله لا تتراجع في مد يد العون لكل من طرق بابها . غادر «ع_س» منزل السيدة عائشة وفي اليوم الموالي أخبر أخاها بأنه مكنها من تلك الأمانة التي كانت في ذمته. شكره عن ذلك وانصرف . التخطيط لسرقة أخته لم يهدأ بال «أ_غ»لإيجاد حيلة للسيطرة عن أموال أخته و أخذه التفكير إلى حد وضع حد لشقيقته. فالمهم السطو على المبلغ المالي . وهكذا فكر في عدة سيناريوهات كان آخرها هو دخول المنزل بطريقة عادية لمعرفة أخبار شقيقتيه كعادته وهكذا يمكنه أن يقوم بأخذ الأموال المتواجدة لديها بدون أدنى مشاكل، إلا أن قوة الشر والحاجة إلى المال كانت أقوى من صحوة الضمير الذي أنبه وسيطر الشيطان على ضميره وعقله، وعليه حل ضائقته المالية ولو على حساب أقرب الناس إليه خاصة وأن أخته لا تفعل الشيء الكثير بهذا المال الذي يبقى في خزينتها طيلة السنة وتقوم بتوزيعه زكاة و على الضعفاء أو تقديم سلف لأحد أفراد العائلة . انتظر يومين وهو يفكر ولا ينام، همه الوحيد الحصول على ما يوجد بخزينة أخته لحل ما يعيشه من مشاكل مادية. في اليوم الموالي أي الخميس، وجد نفسه أمام بيت أخته «عائشة» دون أن يعلم كيف وصل إليه. كان الموعد لتنفيذ حماقته رغم أن شيئا بداخله يوبخه و يؤنبه على القيام بذلك. أخته عائشة وأمينة يعرفان الاستقرار و الراحة و الأمان فليتركهما بسلام. حاول العدول على قراره لكن قوة الشر هي المتحكمة فيه فلا حول له ولا قوة . طرق الباب ليسمع مباشرة صوت أخته أمينة تسأل عن الطارق فضل عدم الايجابية وذلك داخل في إطار استراتيجيته وخطته حتى لا تعلم من خلال صوته أنه أخوها ويضيع كل شيء .فتحت عائشة الباب وليتها لم تفعل، كعادتها لا تفتح لأي كان إلا بعد استجوابه و معرفة من هو، لكن الأقدار جعلتها على غير عادتها تستجيب للطارق بدون عناء. فتحت، وجدت أخاها فرحبت به بعدما عاتبته على طول الغياب وسألته عن أحواله في الوقت الذي لم ينطق ولم يرد عليها بأي كلمة في الوقت الذي اعتبرت أمينة أن الزائر أحد الأقرباء نظرا للحوار الذي سمعته و الترحاب الذي خصت به أختها خاصة عندما طلبت منه الجلوس من أجل تناول وجبة العشاء معهما . الإقدام على قتل أخته وتعنيف الثانية حاولت أمينة الإصغاء جيدا لمعرفة من يكون الضيف في هذا الوقت المتأخر نسبيا فإذا بها تسمع صوت أختها التي يمارس عليها التعنيف وهي تئن مما جعلها تقوم رغم مرضها وضعف بصرها و تتجه صوب غرفة الأكل لتفاجأ برجل لم يترك لها فرصة طرح أسئلتها أو معرفته حيث بادرها بوضع لصاق على فمها و اخذ في تعنيفها هي الأخرى . في تلك اللحظة التي كانت أمينة تحاول البلوغ إلى جثة أختها الممدودة على الأرض رغم ما تعرضت له من تعنيف لمعرفة ما وقع لها ،كان المجرم يقوم بفتح الخزينة و سرقة ما بها من نقود وحلي دون أن يعلم بأنه ارتكب جريمة قتل بشعة في حق أخته التي طيلة حياتها وهي تشقى من اجله حتى كبر وتعلم، وكانت وراء العديد من المساعدات المالية له و لأبنائه. غادر المنزل تاركا من ورائه «عائشة» جثة هامدة من جراء قبضته المحكمة على عنقها. فارقت الحياة مختنقة و أخته «أمينة» في وضعية صحية حرجة طريحة الأرض دون أن يفكر في ذلك بعدما حصل على المال و الحلي الذي جاء من اجله. حنكة المصلحة الولائية للشرطة القضائية استطاعت أمينة أن تسترجع قواها وتقوم بإزالة اللاصق من فمها وفتح الباب وطلب النجدة من سكان الحي الذين تدفقوا على المنزل وأشعروا المصالح الأمنية التي حضرت لعين المكان . ومن خلال التحريات الأولية سواء مع أمينة أو محيط العائلة كلها كانت تصب في كون الجريمة ارتكبت من طرف لص محترف قام بالهجوم على المنزل لأخذ ما لديهما من نقود وحلي وان كانت في مجملها مزيفة وليست حقيقية حسب تصريح أمينة. انطلق البحث من طرف عناصر محاربة الجريمة بالمصلحة الولائية لأمن فاس من لائحة أسماء المنحرفين و ذوي السوابق المختصين في مثل هذه السرقات بالحي ثم الأحياء المجاورة، لكن أمينة أكدت للمصلحة الولائية أن الفاعل على معرفة كبيرة بأختها التي طلبت منه البقاء من أجل تناول العشاء، وهذا شيء لا يمكن فعله إلا مع أحد الأقارب مما جعل العميد الممتاز رئيس فرقة محاربة العصابات يفكر جيدا في من وراء هذا الفعل الإجرامي وتم استدعاء قريبها «ع_س»الذي مكنها من المال ثم استعان باللاصق الذي وضع عن فمها والخبر الذي قدمه لأخيها بكونه مكنها مما في ذمته من مال. هذه الإفادة إضافة إلى البصمات التي كانت على اللصاق ومن خلال العمليات المختبرية المتكررة للشرطة العلمية ،أفادت بكون الفاعل الحقيقي هو أخ المرحومة عائشة مما جعل فرقة محاربة العصابات تنتقل للبحث عنه إلا انه كان أكثر ذكاء منهم حيث غادر المدينة في اتجاه مجهول ليتم وضع مذكرة بحث في حقه فيما تم اتخاذ إجراء الدفن بالنسبة للضحية .