لم يتمكن رئيس مقاطعة الفداء سعيد حسبان من ضمان مباركة منتخبي المقاطعة للمصادقة على الحساب الإداري، حيث اتضح منذ بداية الدورة، التي انعقدت أول أمس الأربعاء، ومن خلال مداخلات أعضاء المجلس بأن هناك توجها من أجل رفض وثيقة الحساب الإداري وعدم تزكية أوجه صرف منحة مجلس المدينة، وهو ما ترجمته الأصوات الرافضة له، حيث انهار الحساب الإداري بعشرين صوتا ضده مقابل خمسة أصوات لصالحه. سقوط الحساب الإداري الذي يعد الأول من نوعه في العاصمة الاقتصادية، والذي يأتي بعد الخطاب الملكي الأخير المشرّح للعناوين السوداء لمدينة البيضاء، اعتبره بعض المتتبعين للشأن المحلي بالمنطقة، استفاقة مهمة للمصوتين بالرفض، وإن جاءت متأخرة بالنظر إلى أن مسار مجلس مقاطعة الفداء ظل منذ ولادته عقب مخاض عسير، مثار انتقادات عدة صبّت حول طريقة التسيير الانفرادية التي يقوم بها رئيس المقاطعة، واستحواذه على كل الصلاحيات، في غياب إشراك جماعي حتى لمكونات المكتب نفسها، التي لممثلي حزب المصباح حضور مهم فيها، علما بأنهم هم بدورهم ظلت مواقفهم غير متجانسة بعد أن انقسموا إلى فريقين، أحدهما يبارك خطوات الرئيس، والفريق الثاني يرفضها، واستمر نفس الحال حتى في التصويت على الحساب الإداري المرفوض! وجدير بالذكر أن كل الحسابات الإدارية السابقة للمقاطعة كانت مثار انتقادات عدة، لكنها كانت في آخر المطاف تتم تزكيتها، هذا في الوقت الذي بادر فيه عدد من المنتخبين من أعضاء المجلس إلى المطالبة بإيفاد لجنة من المجلس الجهوي للحسابات للتفتيش وللتدقيق في كل أوجه صرف المال العام. هذا وقد علمت «الاتحاد الاشتراكي» بان المنتخبين الرافضين للحساب الإداري أعلنوا في بلاغ لهم عن المطالبة بالافتحاص المالي، وبتجميد عضويتهم إلى حين الإعلان عن نتائجه، مع احتفاظهم بالصلاحيات التي يمنحها لهم الميثاق الجماعي.