حقق المنتخب الوطني المحلي إنجازا غير مسبوق، بعد تأهله إلى دور ربع نهاية بطولة كأس إفريقيا للمحليين لكرة القدم، المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، والمتواصلة إلى غاية فاتح فبراير المقبل، عقب فوزه على نظيره الأوغندي بثلاثة أهداف لواحد في لقاء الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية (الدور الأول)، الذي جمع بينهما مساء يوم الاثنين على أرضية ملعب «كاب تاون ستاديوم» بمدينة كاب تاون. وكان الثلاثي رفيق عبد الصمد (د 29) ومحسن ياجور (د 77) وعبد الكبير الوادي (د 90 +2 ) وراء هذا الإنجاز غير المسبوق، والذي تحقق في أول مشاركة ل»أسود الأطلس» في هذه التظاهرة الكروية المخصصة للاعبين الممارسين في البطولات الإفريقية، كما أنه جاء بعد ضياع أربع نقاط ثمينة واكتفائه بتعادلين كانا بطعم الهزيمة أمام منتخبي زيمبابوي 0 - 0 وبوركينا فاسو 1 - 1، وهو ما كان سيعقد مهمة أشبال الإطار الوطني حسن بنعبيشة، خاصة وأن منتخب أوغندا دخل هذه المباراة وهو متصدر، وراهن على انتزاع بطاقة العبور، حيث كانت تكفيه نقطة التعادل لضمان التأهل إلى الدور الموالي. وبعد هذا الانتصار، وهو الأول له مقابل تعادلين، انفرد المنتخب المغربي بصدارة ترتيب المجموعة الثانية، برصيد خمس نقاط وبفارق الأهداف أمام منتخب زيمبابوي، الفائز في المباراة الثانية على منتخب بوركينا فاسو بهدف نظيف وقعه اللاعب مام باري (د 56)، وضمن بالتالي تأهله إلى دور الربع. أما منتخب أوغندا، الذي مني بخسارته الأولى مقابل فوز وتعادل، فتجمد رصيده عند أربع نقاط وتراجع إلى المركز الثالث، في حين ظل منتخب بوركينا فاسو، الذي مني بخسارته الثانية مقابل تعادل واحد، في المركز الرابع والأخير بنقطة واحدة. وكان الانتصار خيار العناصر الوطنية الوحيد في هذا اللقاء الحاسم، والطريق السالكة لانتزاع تأشيرة العبور دور الربع، وهو ما دخل من أجله أشبال المدرب حسن بنعبيشة، حيث كانوا مطالبين بالتركيز وعدم التسرع والاستثمار الأمثل للفرص المتاحة وعدم تكرار سيناريو مباراة بوركينا فاسو، التي شهدت هدفا مبكرا لإبراهيم البحري (د 1) وتلاه مسلسل إهدار أهداف عديدة، أقل ما يقال عنها أنها محققة، قبل أن تستقبل شباك الحارس نادر لمياغري هدفا قاتلا في الدقيقة 88 لتضع نفسها في موقف حرج. وتكلل النهج التاكتيكي الذي اعتمده الدرب بنعبيشة بهدف في الدقيقة 29، وعبر هجوم قاده البحري من وسط الميدان ومرر في الجهة اليسرى نحو الواعد عبد الكبير الوادي، الذي مرر هيّأ بدوره كرة جميلة داخل نقطة الجزاء، حيث كان يتواجد رفيق عبد الصمد، الذي لم يجد أدنى صعوبة في وضع الكرة في شباك الحارس بنيامين أوتشان. وشهدت الدقيقة 38 ضغطا كبيرا وارتباكا على مستوى الدفاع المغربي، كاد يسفر عن هدف التعادل لمنتخب أوغندا، لكن التدخل البارع للحارس المخضرم لمياغري في المرة الأولى، وتدخل المدافع محمد أبرهون في المرة الثانية، أبقيا على شباك المنتخب المغربي نظيفا. ومع انطلاق الشوط الثاني، واصل منتخب أوغندا ضغطه بحثا عن هدف التعادل، وهو ما تأتى له بعد مرور ربع ساعة بواسطة اللاعب يونس سينتامو، الذي نجح في التوغل وسط الدفاع المغربي وأركن الكرة في مرمى لمياغري (د 60). وبعد تسجيل هدف التعادل لم يكن أمام النخبة المغربية من خيار سوى الهجوم والبحث عن هدف التقدم والتأهل، خاصة بعدما أقدم المدرب الوطني على إقحام كل من المهاجمين محسن ياجور وزكريا حذراف وعبد الصمد لمباركي، الذين يتميزون بالحس التهديفي، الشيء الذي أثمر هدفا ثانيا وقعه ياجور في الدقيقة 77 ، بعد عمل تقني ثنائي جيد مع البديل الآخر لمباركي، قبل أن يجهز زميله الجديد في فريق الرجاء البيضاوي، عبد الكبير الوادي على آمال المنتخب الأوغندي، بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع ( (90+2 . وسيواجه المنتخب المغربي، الذي كان قد تأهل إلى النهائيات على حساب منتخب تونس (حامل لقب النسخة الثانية)، في أولى مباريات دور ربع النهاية منتخب نيجيريا (ثاني المجموعة الأولى)، وذلك يوم السبت المقبل على أرضية ملعب «كاب تاون ستاديوم» بمدينة كاب تاون انطلاقا من الساعة الثالثة بعد الظهر، على أن يقابل منتخب زيمبابوي (ثاني المجموعة الثانية) منتخب مالي (متصدر المجموعة الأولى) على أرضية نفس الملعب انطلاقا من السادسة مساء. يذكر أن لقبي النسختين الأولى والثانية من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، اللتين أقيمتا على التوالي بكوت ديفوار والسودان، كانا من نصيب منتخبي الكونغو الديمقراطية وتونس.