نظم نادي الفن السابع بفاس، مؤخرا، في أول نشاط ثقافي وتربوي له، عرضا سينمائيا بعنوان: «علي زاوا» لمخرجه نبيل عيوش بالفضاء التربوي للثانوية التأهيلية ابن رشد حضره عدد مهم من منخرطي النادي وهم تلاميذ يدرسون بنفس المؤسسة، تحت تأطير وتنشيط الأستاذ عصمة عبد العالي وبمساعدة كل من الأستاذ الصواك والسيد الناظر وطاقم تابع للإدارة التربوية وبعض الأساتذة. وجاء ذلك في إطار تنظيم ورشات للكتابة السينمائية تحت إشراف متخصص وتأطير من قبل أسماء وتجارب رائدة تتفاعل بعمق ووجدانية وتضخ دماء جديدة في مسار حيوي في أفق ترسيخ ثقافة الصورة في الوسط التربوي عبر عروض نظرية وسينمائية واستضافة مخرجين محترفين من السينما المغربية والعربية، حلم محمد خطابي مدير التأهيلية ابن رشد وطموح الناقد السينمائي والصحفي عبد العالي عصمة أحد أبرز منشطي نادي الفن السابع بفاس، في البداية افتتح الأستاذ عصمة عبد العالي هذا اللقاء الثقافي بتقديم يخص الهدف التربوي من تأسيس النادي السينمائي بالمؤسسة وأهمية الصورة السينمائية في حياة المتعلم ودورها في خلق ثقافة سينمائية تروم تكوين التلميذ وتهذيب ذوقه الفني. كما عرج المؤطر على الشريط «علي زاوا» الذي أخرجه نبيل عيوش سنة 2000 ، وهو شريط يمكن اعتباره ظاهرة متميزة في تاريخ السينما المغربية جرت أحداثه بكاملها في مدينة الدارالبيضاء تفاعل الجزء الأكبر منها في الميناء كديكور طبيعي خارجي والذي أطره المخرج من زوايا متعددة، وفي أوقات متباينة كما أطر عددا من الشوارع والساحات الفارغة التي يتجمهر فيها عادة أبناء الشوارع، وكذا بعض المعالم المعمارية الحديثة التي ازدانت بها مدينة الدارالبيضاء . وقد لجأ نبيل عيوش إلى أطفال حقيقيين غير ممثلين استقدم بعضهم من صلب الشارع،والبعض الآخر من جمعية تعنى بالأطفال المشردين. الفيلم هو إدانة لمجتمع يهدر طفولة صغاره بتشريدهم، ويحكي قصة أربعة أطفال يعيشون بالشوارع يبيتون في العراء ويلتحفون السماء ويتعرضون للاغتصاب والتعنيف،مات صديقهم «علي زاوا» على إثر هجوم عنيف لعصابة مكونة من عدد كبير من الأطفال يتزعمهم شخص أصم يسمى الديب (مثل هذا الدور الممثل السينمائي العالمي: سعيد التغماوي) يستغلهم في أعمال السرقة والاعتداء والإجرام... كما ركز الفيلم على البطل «علي زاوا» الذي راوده حلم كبير هو أن يعيش في جزيرة ذات شمسين. بعد نهاية الفيلم الذي استغرق ساعة ونصف، فتح الأستاذ المؤطر باب النقاش، وكانت فرصة أساسية ناقش فيها التلاميذ الشريط من زواياه الفنية مركزين على موضوعه المتمثل في ظاهرة أطفال الشوارع والمسؤول على استشراء هذه الظاهرة التي كثرت خصوصا في المدن الكبرى بالمغرب. هذا، وبعد نقاش جدي حول موضوع الشريط تم انتخاب مكتب من التلاميذ لإشراكهم في عملية الإشراف على النادي وتدبير شؤونه