نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بني ملال-الفقيه بن صالح، بدعم من المجلس البلدي للفقيه بن صالح وبتنسيق مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالمدينة ،يوما دراسيا حول تجربة الشاعر الراحل عبد الله راجع « مسار شاعر ، مسار حياة «، بمناسبة صدور أعماله الكاملة ،وذلك مساء يوم الجمعة 27 دجنبر 2013 بثانوية التغناري التأهيلية . في بداية هذا اللقاء رحب مدير ثانوية التغناري التأهيلية عبد المجيد تناني بضيوف المدينة من شعراء وكتاب ومهتمين متمنيا للقاء النجاح في إعادة نبش الذاكرة الشعرية للراحل وإيقاد جذوتها بين تلاميذ المؤسسة من أبناء مدينة الفقيه بن صالح التي بصم راجع حياتها الأدبية والثقافية بإبداعاته التي استحضر في الكثير منها ملامح وشخصيات عدة من هذه المدينة التي كثيرا ما صنفت خلال فترة السبعينيات من بين « المدن السفلى « حسب تعبير الراحل ، بعدها تناول الكلمة عبد الرحمان الغزلاني رئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية بنيابة الفقيه بن صالح الذي قدم التحية للضيوف والحاضرين باسم النائب الإقليمي، وأثنى على إدارة المؤسسة التي وفرت ظروف نجاح هذا اليوم الدراسي، كما شكر المشرفين والساهرين على هذا اللقاء منوها بدعم المجلس البلدي لهذه التظاهرة المتميزة التي تعيد إلى الأذهان الأيام الثقافية والشعرية التي كانت تقام وقتها في تسعينيات القرن الماضي احتفاء بذكرى رحيل الشاعر والمبدع عبد الله راجع. خلال هذا اليوم الدراسي الذي أداره الكاتب الحبيب الدايم ربي ،قدم الشاعر والناقد المغربي صلاح بوسريف مداخلة تطرق فيها إلى علاقته بالشاعر الراحل عبد الله راجع، متحدثا عما طبع شخصيته كإنسان وكشاعر جمع بين حب الناس البسطاء وحب جمال الكلام الذي أبدع في نظمه شعرا ، ولقنه دروسا متميزة للمئات من تلاميذ مدينة الفقيه بن صالح حين كان أستاذا بثانوية الكندي قبل أن يغادرها نحو عوالم أرحب ختم بها مشواره الأدبي والحياتي كشاعر وأديب طبع الأدب المغربي والشعر المعاصر بالشيء الكثير. وفي كلمته بالمناسبة أبرز ذ المحجوب عرفاوي الدور الذي لعبه الشاعر صلاح بوسريف في طبع الأعمال الكاملة للشاعر عبد الله راجع، مقدما قراءة في دواوينه الثلاثة التي جسدت فنيا ،انكسارات واندحارات فردية وجماعية، وعبرت عن تجربة الشهادة والاستشهاد خلال فترة السبعينيات، في نفس السياق اتجهت مداخلة الأستاذ عبد الغني فوزي الذي قدم قراءة في دواوين الراحل راجع : ( الهجرة إلى المدن السفلى) ، ( سلاما وليشربوا البحار) ، ( أياد كادت تسرق القمر)،حيث أبرز الدلالات والمضامين والجماليات الفنية التي سبك بها راجع هذه التحف الشعرية ، متحدثا عن أطروحة الراحل الجامعية التي اهتم فيها بدراسة بنية القصيدة المغربية المعاصرة ، من خلال اعتماد البنيوية التكوينية كمنهج نقدي. هذا اللقاء يأتي أيضا في سياق الاحتفاء بالشاعر الكبير الراحل عبد الله راجع بعد صدور مجموعته الكاملة ( 1948-1990) التي قامت بطبعها وزارة الثقافة ضمن منشوراتها للأعمال الكاملة للشعراء المغاربة ، من خلال ما دأبت عليه مدينة الفقيه بن صالح على تخليد ذكرى رحيله بتنظيم العديد من الأيام الثقافية والملتقيات والندوات التي شكلت على مدى عدة سنوات نافذة يطل منها عشاق الأدب المغربي على ما قدمه الراحل من عطاء شعري وأدبي متميز ، ويطلع من خلالها أبناء المدينة على بصمات راجع في الحياة الثقافية والأدبية. هذا وتتضمن المجموعة الكاملة لعبد الله راجع التي صدرت في ثلاثة أجزاء ، أعمال الراحل الشعرية التي صدر منها ديوانان بعد رحيله وهي : ( الهجرة إلى المدن السفلى )و ( سلاما وليشربوا البحار) و (أياد كادت تسرق القمر) ، (وردة المتاريس) و(أصوات بلون الخطى)، إضافة إلى أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه في الآداب : ( القصيدة المغربية المعاصرة.. بنية الشهادة والاستشهاد). يذكر أن هذا اللقاء الذي احتضنته ثانوية التغناري التأهيلية بمدينة الفقيه بن صالح، عرف قراءات شعرية لبعض نصوص الراحل قدمها بعض تلاميذ وتلميذات المؤسسة على إيقاع فواصل موسيقية للفنان أحمد القرقوري الأستاذ بنفس المؤسسة، وكذا توقيع إصدارات الفقيد.