دخلت المصالح الأمنية بمراكش في سباق ضد الساعة،وهي تجاهد لتحديد موقع أفراد عصابة دأبت على استخدام فتاة لاستدراج ضحايا، والانقضاض عليهم لسلبهم أموالهم ومتعلقاتهم. تنطلق العملية بقيام الفتاة بلعب دور المومس، وعرض مفاتنها بالشارع العام خصوصا بالمنطقة السياحية، والعمل على إثارة انتباه المتسوقين بسوق اللذة. بعد وقوع الطريدة في الفخ المنصوب، تنطلق فصول مساومة تعمل خلالها الفتاة على إحكام الطوق حول غرائز الزبون،وإغوائه بكلماتها المعسولة وحركات جسدها المثيرة للشهوة والغرائز الجنسية. مباشرة بعد الاتفاق على الثمن، مقابل تمكين الزبون من قضاء وطره، تبدي المعنية تمنعا كبيرا في مرافقته لأي مكان يقترحه، بداعي الخوف على نفسها وما يمكن أن تضمره جلسة المتعة المتفق على تفاصيلها، ومن ثمة مبادرتها باقتراح إمكانية توفير مكان آمن، بعيدا عن الأنظار، وخارج دائرة الشبهة. اقتراح غالبا ما يلاقي قبولا من الزبون المفترض، الذي يسلم قياده لنزواته ورغباته الجامحة، دون أن يدور في خلده أنه بصدد السعي لحتفه . ولأن المعنية تحرص على اصطياد الضحايا من اصحاب السيارات، فإنها لا تجد صعوبة في دفع الضحية لتوجيه مقود سيارته، تجاه منطقة خلاء غالبا ما يكون متفقا عليها مع بقية أفراد العصابة، بحيث ما أن يبلغ السائق الموقع المحدد، حتى يفاجأ بهجوم مباغت من طرف المتورطين، الذين يتذرع بعضهم بعلاقته المسبقة مع الفتاة،وبالتالي إحاطة الضحية بسهام التهديدات والتلويح في وجهه بالأسلحة البيضاء، ليختم المشهد بإجباره على التخلي على كل أمواله ومتعلقاته،تفاديا لأية تطورات لن تكون نتائجها النهائية قطعا في صالحه. الخوف من الفضيحة،خصوصا بالنسبة للضحايا المرتبطين بعلاقات زوجية، غالبا ما يدفعهم إلى الاحتكام لمنطق الصمت وعدم التبليغ عما تعرضوا له من اعتداءات، ما سمح لعناصر العصابة بالتمادي في مخططهم. آخر ضحية كان صاحب سيارة من نوع زيبرا، تتمكن الفتاة من استدراجه صوب فضاء خال بالتجزئة السكنية الجديدة بتراب جماعة سعادة على مشارف حي المسيرة الثانية، حين باغتته عناصر العصابة، وهم ملثمون يخفون ملامح وجوههم خلف أقنعة لا تكاد تبين منهم سوى عيونهم التي تقطر شرا وشرارا، ومدججين بسيوف وسكاكين أجبروه تحت تهديدات أنصالها الحادة،على تسليمهم كل ما كان بحوزته من اموال ومتعلقات، بالإضافة إلى بعض الهواتف الذكية ذات القيمة المادية المرتفعة. مباشرة بعد مغادرة الضحية لموقع الاعتداء ، توجه صوب المصالح الأمنية لتقديم شكاية ضمنها جميع تفاصيل الاعتداء المذكور، ما سمح بانطلاق تحقيق بغية الوصول للجناة. تمكنت التحقيقات من تحديد هوية عنصرين ينحدران من بعض الدواوير المبثوثة على طول فضاءات جماعة سعادة القروية المحاذية للمدينة، وهما من ذوي السوابق القضائية في مجال السرقة الموصوفة. بعد فشل كل المجهودات الرامية إلى اعتقال الأظناء المعنيين، بعد ان لاذوا بالفرار واختفوا عن الانظار، تم إصدار مذكرة بحث وطنية في حقهم، مع تسييجهم بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة تحت تهديد السلاح الأبيض.