عاشت هوامش أكادير حالة من الرعب قبل سنتين، حين انتشرت اعتداءات عصابة مدججة بالسيوف، إذ تمثلت في الاعتداء بالضرب والجرح على المواطنين، وسلبهم مبالغ مالية وهواتف محمولة، كما لم تسلم المنازل من اعتداءات أفراد العصابة، حيث هاجموا مسكن أحد المواطنين، وألحقوا به خسائر مادية، قبل أن يلوذوا بالفرار. عناصر الشرطة القضائية بمنطقة تيكوين بنواحي أكادير، تلقت ثلاث شكايات، في يوم واحد، حول هذه الاعتداءات، إذ أكد أصحابها من خلالها أنهم استهدفوا من قبل عصابة مدججة بسيوف، كان يبلغ طولها أزيد من 35 سنتيمترا، كما سلبت منهم نقودهم وبعض من ملابسهم وهواتفهم المحمولة. كما توصلت المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن اكادير بمجموعة من الشكايات يؤكد من خلالها الضحايا تعرضهم للاعتداء والسرقة بمنطقة واد سوس الجاف بالمحاذاة من جماعة أزرو، وبجماعة الدراركة، وبأيت ملول. فجرى تجنيد فرقة للدراجين بمساعدة عناصر من الشرطة القضائية، اللذين قاموا بحملات تطهيرية متواصلة بالمناطق، التي يجعل منها أفراد العصابة مسرحا لتنفيذ جرائهم، والبحث بين المتخصصين في هذا النشاط الإجرامي. كما قام المحققون بتجميع القرائن الأساسية، التي وردت في الشكايات على مختلف مراكز الأمن، ما أسفر عن ورود معلومات تفيد بوجود اثنين من أفراد العصابة بأحد الأزقة بحي الحاجب، فجرت مداهمة المكان، ما أدى إلى إسقاطها في أيدي عناصر الشرطة. انطلقت التحقيقات مع الموقوفين الاثنين، اللذين أكدا أنهما ينتميان إلى عصابة إجرامية تتكون من خمسة أفراد بينهم فتاة، وأنهم كانوا يستعملون الأسلحة البيضاء من الحجم الكبير "السيوف" في اعتراض سبيل الضحايا، إذ يشهرونها في أوجههم لتهديدهم بعد استدراجهم من طرف الفتاة المذكورة من أجل سلبهم ما بحوزتهم من متعلقات. وتبين من خلال التحقيق مع اللصين الموقوفين أنهما يتحدران من مدينة أكادير، وأنهما من مواليد 1980 و1985 على التوالي، كما أنهما من ذوي السوابق القضائية في مجال السرقة والاتجار في المخدرات، كما كشفت عناصر الشرطة أن الفتاة عنصر العصابة هي عشيقة أحد الموقوفين، تبلغ من العمر 24 عاما، وأنها دأبت الفتاة على الخروج ضمن العصابة ومشاركتهم في اعتراض واستدراج الضحايا، بعد اختيار الفترات المسائية لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، التي ذهب ضحيتها أزيد من تسع ضحايا. ومواصلة منها للبحث والتحريات، تبين أن باقي أفراد العصابة بينهم الفتاة واثنان آخران، لاذوا بالفرار نحو وجهة مجهولة، بعد علمهم باعتقال اثنين منهم، ما جعل العناصر الأمنية تكثف من تحرياتها وترصدها للمشتبه بهم، لتتمكن من إلقاء القبض عليهم في أماكن متفرقة. وبعد إنهاء التحقيق مع الموقوفين، أحيلوا على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بأكادير، بعد متابعتهم من أجل تهم "تكوين عصابة إجرامية، والسرقة المقرونة بظروف الليل تحت وطأة التهديد بالسلاح الأبيض، والضرب والجرح"، لتجري إحالتهم على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، الذي قرر إيداعهم السجن المحلي، لمباشرة التحقيقات التفصيلية، قبل إحالتهم على غرفة الجنايات الابتدائية.