المقاوم محمد أجار الملقب ب «سعيد بونعيلات» حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات، وهو من المؤسسين لحركة المقاومة المسلحة ، فهو من الأوائل الذين أطلقوا شرارة النضال والكفاح ضد الإستعمار، كان بالقيادة المركزية لحركة المقاومة المسلحة رفقة الشهيد محمد الزرقطوني والمناضل محمد منصور وآخرين... فهو رمز من رموز المناضلين الشرفاء، لقد دوخ المخابرات الإستعمارية وكان يبيت في العراء رفقة الزرقطوني عندما كانت تبحث عنه. سعيد بونعيلات ينتمي إلى منطقة أمانوز ناحية تافراوت دوار إزردي, وهي منطقة أعطت العديد من المقاومين والمناضلين الذين ضحوا في سبيل تحرير بلادهم . ولد في العشرينات من القرن الماضي. كان يمتهن بيع الاسفنج رفقة والده. انتقل إلى مدينة الدارالبيضاء وعمره 10 سنوات رفقة والده. تعرض لعدة اعتقالات ثم النفي بالجزائر وبعدها إسبانيا، واختطف من طرف المخابرات الإسبانية وتم تسليمه إلى المغرب رفقة أحمد بنجلون، وقبل اختطافه من مدريد تعرض لثلاث محاولات اختطاف في الجزائر, وفي المرة الثالثة ألقي القبض عليه من طرف مجموعة من خمسة أفراد بثلاث سيارات، حيث اعترفوا بكل التفاصيل, إثنان منهم بعثهما الجنرال أوفقير وثلاثة بعثهم الدليمي، حيث سلموا إلى السلطات الجزائرية التي بدورها استعملتهم في تبادل مع السلطات المغربية في عمليات تبادل الأسرى لعناصر المخابرات. سعيد بونعيلات انخرط في صفوف الحركة الوطنية ودافع عن الحرية والكرامة المغربية، ساهم في تأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم فيما بعد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ألقي القبض عليه في 28 مارس 1960، وتم تقديمه في هذا اليوم إلى قاضي التحقيق. تعرض لعدة محاكمات وحكم عليه بالإعدام ثلاث مرات، ومر من عدة سجون بالمغرب منها سجن القنيطرة، الرباط، سلا. وفي سنة 1972 أطلق سراحه. له تجربة طويلة في النضال والكفاح في قيادة المقاومة المسلحة وجيش التحرير وفي صفوف المناضلين الاتحاديين. تمكنت المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير في خطوة أولى من استرجاع جزء من الأرشيف المغربي. ومن بين الوثائق التي تم استرجاعها والتي تؤرخ لفترة الحماية حقيبة مستندات بخصوص متابعة وملاحقات أمنية لقياديين في الحركة الوطنية هما المجاهدان سعيد بونعيلات ورضا بنموسى. هذه الحقيبة تضم عددا من الوثائق ترجع إلى سنة 1952، وتخص الحالة المدنية لبونعيلات وعقد زواجه ووصلات تجارية حين كان ملاحقا، حيث فضل الفرار وترك وثائقه داخل الطاكسي الذي كان يقله. وفي هذا الإطار تم استرجاع أكثر من 700 ألف وثيقة من أرشيف المغرب، كما أن هناك 18 دولة تتوفر على وثائق حول الذاكرة المغربية.