بَعدَ مُشارَكتِها المُتمّزة في المعرض الجماعي الذي أُقيمَ مَابينَ 21 وَ 25 دُجنبر الجاري، بِلالّة تاكركُوست نواحي مُرّاكش، افتتحَت الفنّانة سُعاد بياض، مساءَ يوم الخميس 26 دُجنبر 2013 بِالدار البيضاء، معرِضاً لأحدَثِ إبداعاتِها التشكيلية، تحتَ عُنوان : "بَلاغةُ الجسَد". لوحات سُعاد بياض، التي وَظّفَت فيها الخشب وَالثوب (لاطوال)، تتميّزُ بِلمسات إبداعية خاصة، تنبضُ بالإحساس الصادق وَالعميق، وَتستنِدُ إلى خِبرةٍ إبداعية عالية مكّنَتها من تكوينِ مخاضٍ تشكيلي مُتفرّد، وَيظهرُ ذلك جلياً عَبْرَ تَنقُّلِها بِكُلّ رشاقة بين الألوان وَالرُّمُوز وَإتقانِها العزف على مساحات اللوحة التي تَجعَلُ مِنها فضاءً مفتوحاً يُحلّقُ فِيها المُتلقّي كما يشاء، وَحين ينتقِلُ بِنظَرِهِ مِن لوحةٍ إلى أُخرى يشعُرُ وَكأنّهُ في سفَرٍ استِثنائي نحوَ مُستقبلٍ مُشرق. وَسُعاد بياض، تَعرِفُ - مِثلما عهدناها دائماً - كيف تلتقِطُ وَتَستقِي موَاضيع لوحاتها مِن حياتنا اليومية، تصهَرُها في أعماقِها التشكيلية الدفينة لِتُحوّلها إلى فنّ مُدهشٍ تَتفاعَلُ معهُ بِأدواتٍ وَتقنياتٍ بسيطة.. إنّها حاضرة بكل أحاسيسها وَجوارحها في ثنايا لوحاتِها. سُعاد، المُتمكّنة مِن مهارتها، تبحثُ دائماً عن آفاقٍ أوسع لِحُرّية المرأة وَشغفها بالحياة، وَقد حاوَلَت هذه المرّة بِجُرأتِها أن تُكسّرَ كُلّ الطابُوهات التي تُؤطّر المرأة، كي تُلفِتَ انتباهنا إلى أهمية هذا الكائن اجتماعياً وإنسانياً، وَتُسلّطُ الضوء على تفاصيلِ كُلّ ما هُو أجمل في أُنُوثتِها الفاتِنة. عِندما تتأمّلُ في لوحات الفنّانة سُعاد بياض، لابُدّ أن تجُول بِكَ الريشة والألوان المتناغمة عبر عوالم مُتنوعة مِن إيحاءات مُتخيّلها الإبداعي. لوحاتٌ فسيحة وَمُنسجمة، تتميزُ بِدلالات موحية، تجعلُ المُشاهد يغُوصُ في أعماقِها بِشكل يجعَلُهُ يستنتِجُ أكثر مِن فكرة وأكثر من دلالة. معرضُ "بَلاغةُ الجسَد"، الذي يضُمّ سبعة عشرة لوحة مِن الحجم الكبير، اعتَبَرَهُ أغلب الزوار بوحٌ وَحنين وَاحتفاءٌ بالمرأة كَكائن يرمز إلى الجمال وَالخُصوبة والتحدي وَالنجاح وَالحياة وَعِزّة النفس وَالوفاء.. الفنانة سُعاد، تتفنّنُ في إظهار جسد المرأة في وضعيات تختلف باختلاف المواضيع التي تُجسّدُها في لوحاتها، وَقد حَرَصَت على تقديم المرأة تقديماً جمالياً رائعاً، دُون إثارة، وَفي أبهى وَأنقى تجلّياتِها. وَبِتعبيرٍ مُختزل وَبليغٍ، أجابتنا هذه الفنانة المُزدادة بالدار البيضاء عن رأيها حول معرِضِها وَحول هذا الفن الذي تتواصلُ بِه مَع الآخرين " الفنّ بالنسبة لي هُو الحياة، وَأومنُ دائماً أنّ القادم هو الأجمل، وَبِمُجرّد انتهائي مِن كُلّ عملٍ إبداعي، أشعُرُ أنّني قد ساهمتُ إلى جانِبِ زُملائي في إثراءِ الذاكرة الجمعية للفن التشكيلي، وَهذا المعرض ماهُوَ إلاّ بداية البداية". لم تنخرِط سُعاد بياض، خرّيجة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، إلاّ حديثاً في هذا المجال، لكنّها استطاعت أن تنتزِعَ لها المكانة اللائقة التي تستحِقُّها في تاريخ الفن التشكيلي بالمغرب، وَتمكّنَت بِكُلّ ثِقة أن تحفِر لاسمِها علامة وضّاءة في عالم هذا الفن. مِن خِلالِ المعارِض التي أقامَتها سُعاد بياض، سواء الفردية أو المُشتركة، يُمكنُ لنا الإقرار أن هذه الفنّانة قد ساهَمَتْ بلا شك في إثراءِ ساحتِنا الفنية بِإبداعٍ هادفٍ وَجميل سيلعبُ دوراً مُهمّاً في تهذيب الأذواق وَخلق قِيمٍ جمالية تُؤسّسُ لِثقافةٍ بصرية تشكيلية كونية. هذا، وَتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض الذي يحتَضِنُهُ حالياً رِواق منظار، وَتابع وَقائعُ حفل افتتاحِهِ حُضورٌ نوعيّ فاقَ كُلّ التوقّعات، سيستمِرّ إلى غاية السادس مِن يناير 2014 .