عانى من المرض العضال وقاوم يصير منذ أزيد من سنة . لم ينفصل فيها عن حزبه الذي أخذ منه شبابه واستمرارية النضال فيه . فكان قلبه النابض يتبادلان المعاناة معا . ويترقبان المستقبل معا . لم يعرف أحد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في فاس إلا وقد عرف عبد الأحد لعروصي قبل أن يكون مداوما لمقر الحزب . بل منذ كان مؤطرا في حركة الطفولة الشعبية ومنشطا ومسؤولا محليا . بل ومنذ أن كان ضحية النضال في الواجهة النقابية حيث أوقف عن العمل في مؤسسة كوطيف بفاس . حاضر كجندي مجهول في كل تظاهرات الحزب وأنشطته لا يعرف معنى للملل أو السأم . يذكر الحزب اسم لعروصي فيكون حاضرا ملبيا , يجري يسارع الزمن لينجز المهمة ويوفر الظروف , ثم يقف متأملا نجاح التظاهرة فترى على وجهه ابتسامته الخاصة . ما رأيته يوما متبرما أو قلقا إلا إذا كان هناك سلوكا قد يخدش الحزب أو يخدش مناضلا شريفا . فقد ظل يقدر مسؤوليته ويكون آخر من يغادر المقر مهما تأخر الاجتماع لساعات متأخرة من الليل أمام تنامي المسؤولية العائلية وكبر الأبناء حيث تكبر معهم المتطلبات . كان أحيانا يخاف على مستقبلهم . ولكن سيدة البيت كانت سنده في تربيتهم فيتعهدان الأبناء معا . وقد ربياهم على تقدير النضال وحب النضال والانخراط في النضال . فأثمر ذلك وظهرت تجلياته في محنة مرض والدهم الذي وافته المنية مساء يوم الجمعة 10 صفر 1435 هجرية الموافق 13 دجنبر 2013 وهو في طريق إعادته إلى المستشفى بعد أن دخل في غيبوبة مريعة وبهذه المناسبة نتقدم بأحر التعازي القلبية الصادقة إلى ولده البار زكرياء ومن خلاله إلى كل إخوانه وإلى والدته الطاهرة العفيفة وإلى كل أفراد العائلة والأحباب وجميع الأصدقاء . ونتقدم بأحر التعازي إلى عائلته الكبيرة في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية , ونقابته العتيدة الفيدرالية الديمقراطية للشغل . مواسين أنفسنا و جميع من عرف لعروصي وأحبه وعاشره . بأننا ما دامت فينا نبضة عشق للحزب , فسنجده معنا . أمامنا وبجوارنا . لأنه المناضل الراحل عبد الأحد . ولأنه لم ينفصل عنا إلا جسدا أما روحه فهي حاضرة فينا تشهد عليها مواقفه وتضحياته وعطاءاته ونضاله المستميت . في صبر وقناعة ووفاء وإخلاص . أرجو أن يقابلها من الحزب بعض مما ضحى من أجله . وكفى لعروصي فخرا أنه كان نعم الصديق ونعم المناضل ونعم الأب ? كما وصفه بعض شباب الحزب ? وإن من كانت هذه صفاته وخصاله فهو لم يمت . فما مات عبد الأحد . وإنما فارقنا جسده ووارينا جثمانه بعد صلاة الظهر في مسجد الأندلس . في حشد من المناضلات والمناضلين من مختلف الأعمار . عشر الله خطواتهم وألهم دويه مزيدا من الصبر . وإنا لله وإنا إليه راجعون