أحمد شكر، صديق أنيس يحبه الجميع، تقريبا الجميع، لا أعداء له، لأنه كما أخبرني لا يُدخل في وهمه صناعة الأعداء، يصنع فقط قصصا ويبذر روح المحبة بين الأصدقاء. الصداقة عنده مقدسة، والأصدقاء ملح الحياة وسكرها، ومتعة قراءة كتاب لا تضاهيها إلا متعة تقشير كيلوغرام من البرتقال على صخرة بشاطئ بحري يوم الأحد. يحب الرواية ويدمن قراءتها وعشقها، لكن لا يفكر مطلقا في كتابتها، فهو يعي جيدا إمكانية ومساحة لعبه وانشغاله. القصة معشوقته ومساحة فرحه وجنونه، وهي المعادلة الضاجة بكل الرؤى الممكنة. أحمد شكر، رجل ظل بامتياز، لا يحب الألقاب ولا يستعجل الوصول، لا يحب اعتلاء المنصات، وحين يفعل تتلعثم كلماته. «معندوش كارط ?يزيت»، قاص فقط، مثقف يخوض في السياسة لكن يرفض أن يصبح مدجنا، السياسة في نظره ليست موضوعا للتأييد أو الرفض، فهي تسري في أوصال الحياة التي تحتضنها. وعن الحياة يقول : الحياة نعيشها مرة واحدة فقط. فلمَ نصعّب انوجادنا فيها إلى هذه الدرجة ؟ يجب قبولها بكل وهمها الجميل والمفارق، يجب استغلالها كصدفة باذخة لن تتكرر. أحمد شكر «أبو البنات» يرى أن الأبوة «نغمة» (بنقطة فوق العين) موغلة في إنسانيتها. أما الحب عنده، فهو أخدود النار المقدسة وجذوة النور الأبدية التي نتلمس بها الطريق متمنين لقيتها العظيمة. لكن ? كما يقول ? هيهات أطرق باب الغياب علّي أسمع صدى خفق ما. ماذا يسمون ذلك السكر الذي تحركه بالمعلقة في كأس حيات? قبل أن ترتشفها منتشيا على مهل يا أحمد؟ سي بوزفور سماه المعنى وعنه كان يبحث في الحب والسياسة والصداقة والكتابة، وعاد من الغنيمة في آخر العمر بالتعب، هل ذل? ما عناه الشاعر بقوله «تعب كلها الحياة» ؟ ومع ذل? فإننا مع سي بوزفور نرغب في الازدياد ... فليكن من التعب ... دام ل? تعب الحياة والكتابة الجميل يا أحمد، وطوبى ل? بالأبوة والمحبة والأصدقاء والبرتقال.