عرفت مدينة العيون بالصحراء المغربية أحداث عنف خطيرة مباشرة بعد مصادقة البرلمان الأوربي على اتفاقية الصيد البحري مع المغرب بأغلبية كاسحة زوال الثلاثاء ، وفي سابقة من نوعها تقدم المحتجين نشطاء ينتمون لجمعيات اسبانية تنشط في دعم أطروحة الانفصال. وخلفت عملية فض المسيرة غير المرخصة عدة إصابات في صفوف رجال الامن والقوات المساعدة، وكذا إصابة عدد من المحتجين واعتقال البعض من المسؤولين عن الاحداث ، ورفعت شعارات ويافطات تمس بالوحدة الترابية. مصدر مسؤول من المنطقة أكد في تصريح للجريدة «أن قوات الامن واجهت أعدادا من المدفوعين للقيام بهده الاعمال»، مشددا على «تورط جهات خارجية في التصعيد بعد الانتصار الكبير الذي حققه التفاوض المغربي في البرلمان الأوروبي في نفس اليوم». وكانت ولاية العيون أصدرت بيانا أكدت من خلاله أنها قامت «وطبقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل، بتفريق تجمع غير مرخص له يضم حوالي أربعين امرأة تتصدرهن «مجموعة من المواطنين الإسبان المأجورين بصدور عارية» وأضافت الولاية أن هذه التصرفات الصادمة والمخلة بالحياء أثارت اشمئزاز واستنكار الساكنة لكونها تتنافى مع تقاليد وأعراف المجتمع المغربي.» ومن بين الاسبان الذين ساهموا في الاحداث: روبيرتو نيسي فلوريس- رفائيل لينيلا سانتوس- كيي ليوزاندوا ارفور-سري نيسا فلوريس- ايبيان ميني. وكانت ما تطلق على نفسها تنسيقية اكديم ايزيك قد وزعت دعوات بشكل سري تدعو للتظاهر ضد اتفاق الصيد البحري في تناغم تام مع موقف البوليساريو، والتي مازالت تمني النفس بوقف القرار الأوروبي حيث أكد عضو بالبوليساريو لوكالة الانباء الجزائرية بأن البوليساريو أصدر بيانا يطالب الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن موقفه الذي صوت عليه أول أمس في محاولة لامتصاص الضربة القوية التي بينت الواقع بشكل ملموس رغم الحملة الكبيرة التي خاضتها بدعم جزائري واضح. وتوالت ردود الفعل الأوربية حول مصادقة البرلمان الأوروبي على بروتوكول الصيد الجديد بين المغرب والاتحاد الأوروبي، حيث أكد المتحدث باسم حكومة إقليم الأندلس ميغيل انخيل باسكويز إن هذه المصادقة تعد «خبرا جيدا» بالنسبة للأندلس. وأوضح باسكويز، في ندوة صحفية عقب اجتماع مجلس الحكومة الإقليمية الأسبوعي، أن الاتفاق الجديد للصيد البحري «يفتح أفقا للأمل لعدد كبير من قوارب الصيد الأندلسية»، و«سيحفز النشاط الاقتصادي» بهذا الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي. ومن جانبه، أعرب رئيس جمعية الصيادين ببارباتي ألفونسو رييس عن «غبطة» و «الارتياح الكبير» لأسطول الصيد بهذه البلدة الواقعة جنوب إسبانيا في أعقاب التصديق على هذه الاتفاقية. وقد أعربت الحكومة الإسبانية عن «ارتياحها» عقب مصادقة البرلمان الأوروبي على البروتوكول الجديد للصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وأوضح الأمين العام للكونفدرالية الإسبانية للصيد البحري خافيير غاراطا، في بلاغ، أن بروتوكول الصيد البحري الجديد سيمكن من عودة نحو مائة من قوارب الصيد الإسبانية إلى المياه المغربية، مضيفا أنه سيسمح كذلك ل126 سفينة أوروبية تشغل 1500 شخصا، ضمنهم 800 إسباني، من العمل بالمياه المغربية. وذكر بأن الاتفاق، الذي يمتد ل 4 سنوات، ينص على تعويض سنوي بقيمة 40 مليون أورو. وقال رئيس الفيدرالية الأندلسية لجمعيات الصيد البحري بيدرو ماثا من جهته إنه «سعيد جدا» بعد موافقة البرلمان الأوروبي على اتفاقية الصيد البحري الجديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ومن جانبه قال أكد المفوض الأوروبي المكلف بالتوسيع وسياسة الجوار ستيفان فول أن مصادقة البرلمان الأوروبي على بروتوكول جديد للصيد البحري بين المغرب والإتحاد الأوروبي من شأنه أن يعزز العلاقات بين الرباط وبروكسيل. واعتبرت عضوة البرلمان الأروبي رشيدة داتي أنه، من خلال تصويته بأغلبية واسعة على بروتوكول الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأروبي، يكون البرلمان الأوروبي قد جدد التأكيد على إرادة الاتحاد السير قدما في علاقاته مع المملكة، بينما تتقدم المفاوضات حول اتفاق للتبادل الحر شامل ومعمق بين الجانبين. وقالت رشيدة داتي «إن الأمر يتعلق ببرتوكول عادل وقوي سيستفيد منه الاتحاد الأروبي والمغرب على حد سواء، مشيرة إلى أن بإمكان الصيادين الاوروبيين استئناف أعمال الصيد بالمياه المغربية، وأن المقابل المادي الذي قدمه الاتحاد الأوربي، يتعين أساسا أن يساهم في تطوير قطاع الصيد بالمغرب». ومن جانبه أكد البرلماني الأروبي جيل بارنيو أن مصادقة البرلمان الأروبي على البروتوكول الجديد للصيد البحري بين الإتحاد الأروبي والمغرب يمثل اعترافا إضافيا من جانب الإتحاد الأروبي بالجهود التي يبذلها المغرب في سبيل ترسيخ الديمقراطية ودولة القانون . وسجل رئيس مجموعة الصداقة بين الإتحاد الاروبي والمغرب بالبرلمان الأروبي أن اعتماد هذا الإتفاق يعكس أيضا تشبث البرلمانيين الأروبيين بتعزيز العلاقات المتميزة التي تربط الإتحاد مع شريكه المغرب، كما يشكل حلقة إضافية على طريق إحداث منطقة كبرى للتعاون على جميع المستويات بين ضفتي المتوسط .