تساؤلات وشاكيات كان حي بنسودة بفاس يعيش في أمن و أمان إلا أنه خلال فصل الصيف،بدأت أخبار تنتشر عن اختفاء عدد من القاصرين، وعدم معرفة وجهتهم و الذين طال انتظارأسرهم، اعتقادا أن الأمر يدخل في إطار تلك الرحلات القصيرة التي يقوم بها الأطفال بضواحي المدينة ثم يعودون للبيت، إلا أن الغياب طال هذه المرة مما جعل أباء و أمهات المختفين يقدمون شكايات في الموضوع لدى مصالح الأمن للبحث عن فلذات أكبادهم الذين يغادرون المنزل في اتجاهات مجهولة. وهكذا، و مع ارتفاع عدد القاصرين المختفين و الذين بلغ عددهم في ظرف شهر واحد (5أطفال ما بين 10و13السنة )، مما خلق بلبلة ورعبا في صفوف الأسر و العائلات. وأصبح الكل يبحث عن أبنائه بالحي خوفا من اختطافه، وطرحت عدة أسئلة عن الأصدقاء عن وجهة أصدقائهم لكن دون جدوى. و الغريب لم يكن هناك أي خصام أو عراك بين الأبناء و أبائهم، الشيء الذي يدفعهم لمغادرة البيت . البحث عن الأطفال انطلاق البحث من طرف المصلحة الولائية للشرطة القضائية وفتح حوارات معمقة مع ذويهم الذين أفادوا للشرطة القضائية بأن أبنائهم اختفوا واحدا تلو الاخر، ولم يكن الاختفاء جماعة، الشيء الوحيد المشترك بينهم هو البحث عن عمل خلال الفترة الصيفية لتوفير بعض المال استعدادا للدخول المدرسي، إلا أنهم لم يتوصلوا حتى بمكالمة هاتفية، الشيء الذي ينذر بأن مكروها ما قد أصابهم، مما جعل المصلحة الولائية للشرطة القضائية و في نفس الوقت الدرك الملكي للجهة يقوما بمسح للمنطقة و المناطق المجاورة و المشبوهة و النقط السوداء للبحث عن خيط بواسطته يستطيعون بلوغ الهدف و حل هذا اللغز الجديد الذي خلق الرعب و الخوف في المنطقة وجعل الشكوك تروج حول اختطاف أو قتل أو ما شبه ذلك . الخيط الرابط و الوصول للوحش من خلال طرح الأسئلة عن إحدى الأمهات التي حضرت لدى عميد المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن فاس، أفادت أن ابنها سبق و أن حدثها عن شخص غريب عن الحي تقدم إليه وطلب منه إن أراد أن يشتغل بورشة بناء بمبلغ 60درهما في اليوم ،الشيء الذي جعلها تطلب منه أن يحضره للتعرف عليه، و بالفعل حضر عندها و تكلمت معه و أحست بإحساس غريب، مما جعلها تنهره وتطلب منه عدم تكلمه مع ابنها في مثل هذه المواضيع، و من خلال سردها للأحداث قدمت للعميد بكل دقة أوصافه و ملابسه و طريقة كلامه، حيث كان الطابع الريفي و لكنة الريفية في كلامه . كل هذه المعطيات جعلت عناصر فرقة محاربة العصابات تنتشر بالحي للبحث عن صاحب هذه المواصفات، فكانت حيرتهم كبيرة لعدم معرفة ساكنة الحي لهذا الشخص الذي اتضح أنه غريب عن الحي . التعرف عن الإنسان الوحش أثناء الاستمرار و المتابعة و التقصي عن الشخص المعني وصلت معلومة مفادها بأن أوصاف هذا الشخص تشبه بكثير مواطن يسكن قرب البراكات بالضاحية الجنوبية للمدخل الحي، و هو من مدينة الناظور، وأنه يقوم بالبحث عن أطفال للعمل في مجال البناء، الشيء الذي سهل المأمورية عن عناصر فرقة محاربة العصابات، و انطلقت على التو الى محل سكناه و من خلال البحث تبين بأنه يرحل عن الحي لمدة طويلة ثم يعود ليرحل بعد 3 أو 4 أيام، و أنه يتجه لمدينة الناظور بأحد الدواوير هناك، حيث يشغل القاصرين في البناء . انطلقت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية الى مدينة الناظور، حيث توجهت الى دوار "س "، و من خلال البحث و التقصي وقفوا على الوحش الذي هو إنسان يرتدي جلباب الوقار، ومن خلال الاستنطاق الأولي حاول الوحش إبعاد التهم الموجهة إليه، لكن عن طريق المواجهة بينه و بين العديد من القرائن و أم القاصر التي تعرفت عليه للوهلة الأولى واجهته بكل الدلائل واسترجاع شريط الحوار بينهما، إضافة للعديد من ساكنة الحي التي كان يطلب منها العمل في ورشة للبناء، و من خلال تعميق البحث معه انهار الوحش و انطلقت دموعه ليعترف في آخر المطاف بالمنسوب إليه. الاعتراف و الندم اعترف الوحش بأنه بالفعل كان يستدرج و يغرر بأطفال قاصرين قصد العمل ويفتح لهم أمال الهجرة الى اسبانيا عن طرق البحر و أثناء الرحلة من فاس الى مدينة الناظور، كان يقوم بهتك عرضهم عن طريق العنف و استعمال السلاح الأبيض من أجل التهديد، لينال من القاصرين ويشفي نزوته الجنسية، ويحتفظ بهم لمدة في بيته، ثم يقوم بتشغيلهم قصرا بعدما يتم تسليمهم لفلاحين بمنطقة الناظور للعمل في مجال الرعي، كما اتضح أنه استدرج 3 أطفال قاصرين بكل من مدن سبع عيون و سيدي قاسم بنفس الطريقة. وقد عملت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن فاس على استرجاع الأطفال القاصرين الثمانية و عادوا إلى أسرهم و عائلاتهم .وقدم الإنسان الوحش إلى وكيل الملك بتهم التغرير بقاصرين لا يتعدى سنهم 10و13السنة و هتك العرض بالعنف و تحت التهديد بالسلاح الأبيض.