اعتبر الباحث المغربي حسن طارق، أنه بالرغم من اختلاف التقديرات لانعكاسات التحولات الإقليمية على الوضع الفلسطيني ، فإنه " لابد من التأكيد على خلاصة جوهرية مفادها أن الرهان على إعادة امتلاك القضية الفلسطينية كجزء محوري ضمن مشروع عربي ديمقراطي، بات أمرا في غاية الاهمية ". وقال حسن طارق، عضو مجلس النواب، في مداخلة له يوم السبت في إطار فعاليات المؤتمر السنوي الثاني لمراكز الأبحاث في المنطقة العربية، الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة حول موضوع "قضية فلسطين ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني"، أن الأهمية القصوى" تبقى اليوم هي فتح ملف العمل الوطني الفلسطيني بأعطابه، ومواطن الخلل فيه، واختلالاته التي لاشك أنها أثرت سلبا على الاستقبال العربي للقضية الفلسطينية ". وأضاف حسن طارق، الكاتب العام لمرصد تحليل السياسة ومدير المجلة المغربية للسياسيات العمومية، ان الربيع العربي في الشرط الفلسطيني يعني بالضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وتجاوز حالة الانقسام العام . وأكد أن الحراك العربي المتزامن والمتداخل وجدانيا وعاطفيا وسياسيا، أثبت وحدة هذه الشعوب وأحادية أفقها التحرري ونزوعها نحو الديموقراطية والحرية، مبرزا أن القضية الفلسطينية " كانت بدون شك ملهمة هذا الحراك وفي الصورة الخلفية لهذه الانتفاضات التحررية ". ولم يفت الاكاديمي المغربي التذكير بأن القضية الفلسطينية في المغرب تعتبر قضية وطنية ، مبرزا في هذا الصدد ما يتوفر عليه المغرب من نسيج ورصيد شعبي واسع من التضامن والدعم للقضية الفلسطينية ، ويتمثل في هيئات تاريخية عريقة رائدة في التضامن العربي من قبيل الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني واللجنة الوطنية للتضامن مع الشعبين العراقي والفلسطيني وغيرهما . وأشار الى أن أكبر وأضخم المسيرات التي عرفها العالم العربي والاسلامي تضامنا مع الشعب الفلسطيني قد شهدتها المدن الرئيسية في المملكة ، مضيفا أن أجيالا عديدة التحقت بالعمل السياسي من بوابة القضية الفلسطينية. ويشارك في النسخة الثانية لهذا المؤتمر أكثر من 60 مركز للأبحاث وذلك لإضفاء ثراء بحثي في الأوراق الأكاديمية ،إذ سيتناول المتدخلون على مدى يومين مواضيع من قبيل " الكولونيالية الإسرائيلية وسياساتها وأثرها في المجتمع الفلسطيني وهويته"، و"تحولات المجتمع الفلسطيني ومؤسساته السياسية"، و"التحولات في أنماط المقاومة الفلسطينية"، "ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني وأطره التمثيلية". وتجدر الاشارة إلى أن أشغال هذا المؤتمر يحضرها عدد من السياسيين والأكاديميين والاعلاميين المغاربة .