أعطت فوزية أمنصار عامل عمالة المحمدية، الضوء الأخضر لاستعمال العصي والهراوات للقوات العمومية لقمع ووقف المسيرات والوقفات الاحتجاجية التي اعتاد المواطنون تنظيمها كل يوم تقريبا، خاصة سكان الأحياء الصفيحية. فقد شوهد باشا المحمدية وقائد منطقة البرادعة، يوم الأربعاء الماضي، وهما يوجهان عناصر من القوات المساعدة ورجال التدخل السريع، ويأمرونهم باستعمال العنف في وجه سكان دوار « جاجا» حيث تقول عدة شهادات أن نساء مسنات تم تعنيفهن وضربهن بالهراوات دون رحمة أو رأفة بهن، كما اعتقلت سيدات شاركن في مسيرة كانت متوجهة نحو مقر العمالة ولا تضم - حسب مصادر عاينتها - سوى النساء والأطفال، حيث اعترضتهن القوات العمومية على مستوى شارع الحسن الثاني بالقرب من كلية الآداب، وانهالت على رؤوس النساءالهراوات مما نتج عنه عدة إصابات في صفوفهن نقلت مجموعة منهن لمستشفى مولاي عبدالله. ولم تنته مهام التدخل السلطوي عند ذلك الحد، بل وفي مشهد يشبه مشاهد من أفلام هوليوود، عادت القوات العمومية في مساء نفس اليوم، واقتحمت البيوت الصفيحية في دوار « جاجا» وقامت باعتقال شبان ورجال وشيوخ أيضا، وقادتهم للدوائر الأمنية للتحقيق معهم وذلك أمام نظرات الرعب والخوف التي ملأت عيون الأطفال والنساء. وحسب أحد سكان الدوار، فمسيرة النساء كانت احتجاجا على قيام السلطات العمومية بقطع التيار الكهربائي عن الدوار، دون إخبار ودون اتباع المسطرة القانونية المعمول بها. وتشهد مدينة المحمدية وبشكل يومي تنظيم العديد من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية أمام مقر العمالة، كانت السلطات المحلية والإقليمية تواجهها باللامبالاة قبل أن تقرر ابتداء من يوم الأربعاء الماضي اعتماد طريقة العنف والضرب المبرح في حق كل المتظاهرين.