ضربة جديدة للنظام الجزائري.. جمهورية بنما تعمق عزلة البوليساريو    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    السجن المحلي بالقنيطرة ينفي تدوينات يدعي أصحابها انتشار الحشرات في صفوف السجناء    وهبي يشارك في انعقاد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب    كأس إفريقيا للسيدات... المنتخب المغربي في المجموعة الأولى رفقة الكونغو والسنغال وزامبيا    الصحف الصينية تصف زيارة الرئيس الصيني للمغرب بالمحطة التاريخية    نشرة إنذارية.. طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المملكة    التعادل يحسم ديربي الدار البيضاء بين الرجاء والوداد    ابن يحيى تشارك في افتتاح أشغال المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    يوم دراسي حول تدبير مياه السقي وأفاق تطوير الإنتاج الحيواني    MP INDUSTRY تدشن مصنعا بطنجة    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    أمريكا تجدد الدعم للحكم الذاتي بالصحراء    بينهم من ينشطون بتطوان والفنيدق.. تفكيك خلية إرهابية بالساحل في عملية أمنية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    الرابور مراد يصدر أغنية جديدة إختار تصويرها في أهم شوارع العرائش    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لأول مرة في تاريخه.. "البتكوين" يسجل رقماً قياسياً جديداً    زَمَالَة مرتقبة مع رونالدو..النصر السعودي يستهدف نجماً مغربياً    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    تفكيك شبكة تزوير وثائق السيارات بتطوان    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقاوم مولاي سلمى ولد سيدي مولود: من النضال من أجل الحرية والاستقلال إلى استكمال الوحدة الترابية


(..)
إنه لمن دواعي الحبور والاعتزاز ان نقيم هذا الحفل التكريمي لواحد من رموز وأعلام أقاليمنا الجنوبية العزيزة، المقاوم الفذ والوطني الغيور مولاي سلمى الاسماعيلي ولد سيدي مولود في موضوع: ‹› المقاوم مولاي سلمى ولد سيدي مولود : من النضال من اجل الحرية والاستقلال إلى استكمال الوحدة الترابية›› لاستحضار نضاله في ملحمة الاستقلال المجيدة وفي مسلسل استرجاع اقاليمنا الصحراوية الحبيبة، وهذا هو مبعث اختيارنا لتكريمه في هذه اللحظة التي تصادف احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 58 لعيد الاستقلال المجيد والذكرى 38 للمسيرة الخضراء المظفرة، وهو ما زاد مقام التكريم رفعة وتألقا وسموا باقترانه بالمناسبتين الوطنيتين العظيمتين .
وأود بداية أن أجزل الثناء والامتنان لجمعية مولاي عبد السلام بن مشيش للتنمية والتضامن، في شخص رئيسها وكافة أعضائها على مبادرتهم الطيبة والتفاتتهم المبرورة بتكريم المناضل الوحدوي مولاي سلمى اسماعيلي ولد سيدي مولود في هذه الظروف التي تتسم بأجواء التعبئة الوطنية العامة حول قضيتنا الوطنية الاولى، غذاة الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكر 38 للمسيرة الخضراء، مسيرة فتح الغراء.
وكان قد سبق للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تكريم المقاوم المحتفى به اليوم وذلك بمدينة السمارة في 1 مارس 2003 جريا على السنة المحمودة والتقليد الموصول.
إن مكرمنا والمحتفى به أحق بهذه الالتفاتة وأهل لها تقديرا واعتبارا لما أسداه من خدمات جلى في حقل الوطنية ومعترك المقاومة والتحرير، ومن سابغ الاعمال والأيادي البيضاء لقضيتنا الوطنية الاولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة في المحافل الوطنية والدولية، حتى اصبح ذائع الصيت بنضاله الدؤوب ضد النزعة الانفصالية وكفاحه المستميت من أجل الوحدة الترابية التي قاوم من أجلها وفي سبيلها إبان فترة الكفاح الوطني والوحدوي.
في كلمتي هذه، سوف لن أوفي مكرمنا والمحتفى به حقه مهما اطلت واستطردت، وحسبي أن أسهم بقليل من كثير وغيض من فيض مما توحي به شخصية المناضل الشريف سلمى ولد سيدي مولود، سيما وقد يكون له من الجوانب المضيئة والمواقف النبيلة ما قد لا يمكن لي الاحاطة به في هذه المناسبة.
إن موضوع هذه الندوة التكريمية يتمحور حول شخصية وطنية وازنة ومتميزة بصمت مرحلة جامعة بين سلسلة احداث تاريخية منذ الاستعمار إلى المقاومة وجيش التحرير، ثم إلى الاستقلال وتثبيت المكاسب الوطنية. لذلك فتكريم المجاهد سلمى ولد سيدي مولود ليس مجرد امر عادي إحتفالي بقدر ما هو شأن عالي وذو قيمة رمزية ومعنوية. إن هذه المناسبة التكريمية لمسة روحية ووقفة تأمل وتدبر يهتدي اليها السالكون إلى مدرسة الوطنية والمواطنة الايجابية القائمة على مبادئ وقيم الالتزام والوفاء والولاء للوطن ولمقدساته الدينية وثوابته الهوياتية.
ومن محاسن التكريم لرموز الوطن ومناضليه وشرفائه وشهدائه نقل امجادهم وروائعهم ومآثرهم إلى الاجيال لتزدهي بذكرهم وتعتز برصيدهم الوطني التليد الذي هو جزء من التاريخ الوطني ومن الذات المغربية ومن تراث السلف الصالح. من هذا المنطلق وعلى هذا الاساس، دأبت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على تكريم صفوة من رموز الوطن وشهدائه وأعلامه وأبطاله حرصا منها على توثيق وتدوين وصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية وإشاعة رسالة الوطنية والمواطنة الحقة في اوساط الاجيال الجديدة والمتعاقبة بتعاون وتكامل مع المهتمين الشركاء و في حقول البحث العلمي والاستقراء التاريخي. فالتكريم هو رسالة وأمانة الوفاء والبرور والاعتراف بالفضل وحسن الصنيع لأهل الفضل والخير والإحسان من الغيورين على الشأن العام وخدمة الصالح العام مثلما كانوا أيام النضال التحريري والمقاومة والفداء. فالمقام يقتضي التعبير والتذكير والاستظهار للمناقب الحميدة وشمائل الفضيلة ومكارم الاخلاق وجلائل الاعمال والتضحيات الجسام لمن وجب تكريمه فأكرم به وانعم به من عمل صالح ومبرة كبيرة عند الله.
إن مناضلنا المنتمي لأسرة المقاومة وجيش التحرير والذي نحتفي به اليوم يعتبر من الجنود الاوائل الذين انخرطوا في جيش التحرير في جنوب المملكة، كان ذلك سنة 1956 بكلميم.
وحسب الشهادة التي أدلى بها المحتفى به للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، فإنه انتصب واصطف في صف المتطوعين الاوائل المنخرطين في التشكيلات الاولى لجيش التحرير المغربي في الصحراء، فقد وفد على المجاهدين بجمله وسلاحه إلى مدينة كلميم وتوجه ضمن مجموعة من المجاهدين برئاسة الكولونيل محمد بنحمو المسفيوي رحمه الله نحو أطار الموريتانية مرورا بطانطان والسمارة. وقد شهدت هذه الرحلة الجهادية انضمام أفراد عديدين على طول المسافة التي قطعها هو ورفاقه، مما عزز صفوف جيش التحرير أعضاء كثر من أبناء الصحراء العارفين بطقسها ومسالكها. وبعد عودة الكولونيل محمد بنحمو المسفيوي من الداخلة إلى كلميم موكلا لنائبه علال الخميسي قائد الرحى ليواصل المسيرة النضالية مع المجاهدين حتى منطقة أطار، حيث خاض في ربوعها جيش التحرير معارك ضارية ضد الاستعمار الفرنسي وهي على التوالي: معركة الشيمام، معركة بنبا، معركة السطلة السوداء، معركة عقي، معركة فم جول، معركة تيارت، معركة تكل. وفي هذه المعركة الأخيرة، أصيب مولاي سلمى ولد سيدي مولود بجروح بليغة وبقي في ميدان المعركة مع الجرحى لمدة خمسة ايام بلا اسعاف ولا مأكل
ولا شرب وتسعة أيام في الطريق إلى اوسرد ليتم نقله بطائرة اسبانية إلى مدينة طانطان ومنها على متن سيارة اسعاف اسبانية إلى وادي درعة ليتسلمه جيش التحرير. وهنا نتحدث عن فترة لازالت اسبانيا لربما تتعاطف فيها مع المجاهدين على منوال تعاملها مع جيش التحرير قبل ذلك في شمال الوطن. وقد تماثل للعلاج في مدينة كلميم مع رفاقه الجرحى، ولما اشتد عضده هو ورفاقه عاد الجميع إلى مدينة تزنيت لتنظيم الصفوف وترتيب الامور وتوزيع المهام، فكان المقاوم مولاي سلمى ولد سيدي مولود ممن أرسلوا إلى مدينة العيون، عيون الساقية الحمراء والتحق بالمقاطعة التاسعة بقيادة المقاوم الكبير صالح بن عسو حيث شارك في عدة معارك منها على وجه الخصوص، معركة الدشيرة.
وقد واصل المجاهد اسماعيلي مولاي سلمى ولد سيدي مولود كفاحه الوطني على درب الجهاد الاكبر من اجل استكمال الوحدة الترابية وتثبيتها وصيانتها، حيث زار ضمن وفد من شيوخ واعيان ووجهاء القبائل الصحراوية جلالة المغفور له محمد الخامس وذلك ضمن وفد يضم ،300 عضو حلوا بمدينة الرباط لتجديد اواصر البيعة والولاء لبطل التحرير والاستقلال رضوان الله عليه.
ولما تعذر على جيش التحرير في الجنوب المغربي مواصلة المواجهة المباشرة مع تحالف الاستعمارين الفرنسي والاسباني والخسائر التي الحقاها بالمجاهدين في معركة ايكوفيون الشهيرة، ظل مكرمنا والمحتفى به مولاي سلمى ولد سيدي مولود صامدا أبيا مقداما وخدوما لقضايا ومصالح الوطن في استكمال وحدته الترابية. فكان أول من استقبل الادارة المغربية بمدينة السمارة، وكان الدليل الاول للقوات المسلحة الملكية في المعارك التي خاضتها ضد مرتزقة البوليساريو بالصحراء كما كان الدليل الاول في شق الطرقات الرابطة بين السمارة والأقاليم المجاورة. وكذلك شارك في مهام تحديد الهوية في الاستفتاء الذي كانت الامم المتحدة تهيء لإجرائه بأقاليمنا الصحراوية المسترجعة.
وكذلك سارت عائلته الكريمة بدورها على هديه ونهجه، فهي أسرة عريقة ومناضلة، ولا غرو أن نجله الشهم مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود يتصف بالجرأة والصبر والصمود والتضحية في التصدي والمواجهة للطغمة المتحكمة في إخواننا الصحراويين المغرر بهم المحتجزين بمخيمات تندوف متحديا المشاق والصعاب وحرمانه من زيارة ابنائه وأسرته المحتجزين في مخيمات العار، وهذا الحرمان هو أبسط حق من حقوق الانسان وهو ما يفند ادعاءات خصوم الوحدة الترابية الذين يلوحون يائسين بورقة حقوق الانسان في الأقاليم الصحراوية لأن حقوق الانسان في مخيلتهم لا تعني شيئا سوى حق الانفصال والتجزئة.
ومعلوم أنه في 6 أكتوبر 1979، تعرض منزله للقصف من طرف مرتزقة البوليساريو في عملية الربيب المشهورة ولحقت خسائر فادحة بأسرته حيث جرح هو على مستوى الرأس واستشهدت اثنتان من بناته وبعض أقاربه واختطفت عائلته المكونة من الام وخمسة من ابنائه إلى الجزائر بمعية 750 مواطنا مدنيا مغربيا لازال مصيرهم مجهولا إلى حد الساعة.
وعودا على بدء، أشير إلى أن مولاي سلمى ولد سيدي مولود تم تعيينه في منصب خليفة قائد منذ سنة 1977 وجرت ترقيته إلى منصب باشا تقديرا وعرفانا وبرورا بما اسداه لوطنه من خدمات جلى وأيادي بيضاء وتضحيات جسام.
وصفوة القول، فإنها أسرة بكاملها تعاني مع خصوم الوحدة الترابية والمتربصين بالحقوق المشروعة لبلادنا على ترابها المقدس. وهي ما فتئت تناضل على سائر الجبهات لانتزاع حقوقها متشبثة بمغربيتها. ومن المحقق أن التاريخ سيشهد للأب سلمى والولد مصطفى نضالهما المستميت على ساحة الشرف وفي معترك النضال والمقاومة، وفي المحافل الوطنية والدولية دفاعا عن مغربية أقاليمنا الصحراوية ومشروع الحكم الذاتي الموسع الذي بادر إلى طرحه جلالة الملك محمد السادس نصره الله كحل سياسي وديموقراطي وواقعي وتوافقي.
لذلك، فإن عائلة وآل مولاي سلمى ولد سيدي مولود جديرة بأن تتبوأ مكانتها الوازنة والمتميزة في صميم الكفاح الوطني بوعي وقناعة بالمبادئ المثلى التي يتشبث بها كل وطني شهم كريم، ولذلك فإنه أحق بتكريم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وجمعية مولاي عبد السلام بن مشيش للتنمية والتضامن وأهل له وكيف لا ومكرمنا المحتفى به من طينة الوطنيين العظام الثابتين على المبادئ والمثل العليا، ومكارم الأخلاق، مما يضفي على هذا المحفل الكريم أردية جميلة تستوجب وقارا وإجلالا وتقديرا .
فأكرم وأنعم بالمقاوم والمناضل الكبير سلمى ولد سيدي مولود وبنجله البار مصطفى وزوجته وأبنائه الكرام، داعين لهم بدوام الصحة والتمكين وموفور الخير واليمن والبركات.
(..)
إن أسرة المقاومة وجيش التحرير بهذه المناسبة تثمن عاليا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية في ظل السيادة الوطنية وهو المقترح الوجيه والواقعي الذي يحظى بدعم المنتظم الاممي ويعتبره المراقبون والمحللون الدوليون آلية ديموقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية الذي ما فتئ خصوم وحدتنا الترابية يناورون من أجل تأبيده ضدا على الحقائق التاريخية التي تشهد على أن الصحراء مغربية وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
ونحن نقيم هذا الحفل التكريمي الذي يكتسي دلالات عميقة وقيمة رمزية، نجدد وقوفنا الثابت في أسرة المقاومة وجيش التحرير وانخراطنا التام في أجواء وسياقات التعبئة الوطنية العامة من أجل الدفاع عن قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة ومن أجل تثبيت مكاسبنا الوطنية.
وقد اكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه التاريخي بمناسبة افتتاح الدورة الاولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة يوم الجمعة 11 أكتوبر 2013 على المسؤولية الجماعية في الدفاع عن وحدتنا الترابية حيث قال أعزه الله: ‹›فقد واجهت قضية الصحراء، خلال هذه السنة، تحديات كبيرة، تمكنا من رفعها، بفضل قوة موقفنا، وعدالة قضيتنا غير أنه لا ينبغي الاكتفاء بكسب هذه المعركة، والإفراط في التفاؤل››وأضاف جلالته قائلا: ‹›ذلك أن قضية الصحراء ليست فقط مسؤولية ملك البلاد، وإنما هي أيضا قضية الجميع : مؤسسات الدولة والبرلمان، والمجالس المنتخبة، وكافة الفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية، وهيئات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، وجميع المواطنين. وهنا يجب التذكير، مرة أخرى، بأن مصدر قوتنا في الدفاع عن صحرائنا، يكمن في إجماع كل مكونات الشعب المغربي حول مقدساته›› انتهى المقتطف من النطق السامي.
كما أن الخطاب التاريخي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لاعتلائه عرش أسلافه المنعمين أبرز بجلاء مسؤولية الجزائر في عرقلة تسوية ملف الصحراء المغربية وتورط مخابراتها في ما تتعرض له حقوق الانسان بمخيمات تندوف من انتهاكات جسيمة وممارسات تعسفية ‹› إن القرار الأخير لمجلس الأمن، قد أكد بصفة حازمة، المعايير التي لا محيد عنها، للتوصل إلى الحل السياسي، التوافقي والواقعي. كما يبرز هذا القرار، بصفة خاصة، البعد الإقليمي لهذا الخلاف، وكذا مسؤولية الجزائر، التي تعد معنية به، سواء على المستوى السياسي، أو على المستوى القانوني الإنساني، المتعلق بالوضعية المهينة لمخيمات تندوف. وعملا بنفس القرار، يتعين ألا يتم التعاطي مع مسألة حقوق الإنسان، إلا من خلال الآليات الوطنية، وخاصة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي يحظى بالمصداقية الدولية، وبمبادرات سيادية قوية، تتفاعل إيجابيا مع المساطر الخاصة للأمم المتحدة وفي مواجهة الموقف المتعنت للأطراف الأخرى، لإبقاء الوضع على ما هو عليه ...››انتهى المقتطف من النطق السامي.
كما نستحضر بهذه المناسبة مقتطفا من الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 38 للمسيرة الخضراء المظفرة التي كشف فيها جلالة الملك محمد السادس نصره الله النقاب عن تورط الجزائر في شراء ذمم عدد من الموظفين العاملين ببعض المنظمات الحقوقية المعادية لقضية وحدتنا الترابية، وتبديد حكامها لأموال وخيرات الشعب الجزائري من أجل تدبيج تقارير تتضمن وقائع مغلوطة عن وضعية حقوق الانسان بالمغرب حيث يقول جلالته في هذا السياق: ‹› إنني لا أريد أن أدخلك في الجوانب القانونية والسياسية لقضية وحدتنا الترابية، ومختلف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي سبق لي أن تكلمت عدة مرات بشأنها. ولكني سأوضح لك الأسباب وراء بعض المواقف المعادية للمغرب. إن بعض الدول تكتفي بتكليف موظفين بمتابعة الأوضاع في المغرب. غير أن من بينهم، من لهم توجهات معادية لبلادنا، أو متأثرون بأطروحات الخصوم. وهم الذين يشرفون أحيانا، مع الأسف، على إعداد الملفات والتقارير المغلوطة، التي على أساسها يتخذ المسؤولون بعض مواقفهم. هذا كلام أقوله لك، شعبي العزيز، لأول مرة، ولكني أقوله دائما، وبصفة خاصة لمسؤولي الدول الكبرى، وللأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ومساعديه.غير أن السبب الرئيسي في هذا التعامل غير المنصف مع المغرب، يرجع، بالأساس، لما يقدمه الخصوم من أموال ومنافع، في محاولة لشراء أصوات ومواقف بعض المنظمات المعادية لبلادنا، وذلك في إهدار لثروات وخيرات شعب شقيق، لا تعنيه هذه المسألة، بل إنها تقف عائقا أمام الاندماج المغاربي››.
وفقنا الله لما فيه خير وصلاح العباد ورحم الله شهداء الوحدة والاستقلال الابرار وفي طليعتهم بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني وحفظ بما حفظ به الذكر الحكيم سبط الرسول الامين وسليل الدوحة الشريفة جلالة الملك محمد السادس قرير العين بولي العهد صاحب السمو الملكي المحبوب مولاي الحسن وشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة والشعب المغربي قاطبة.
انه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وانه نعم المولى ونعم النصير
(*) نص كلمة الكثيري في تكريم المناضل
مولاي سلمى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.