أقامت المندوبية السامية للمقاومين وأعضاء جيش التحرير، الجمعة الماضي، بمقرها بالرباط، حفلا تكريميا، بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال وعيد المسيرة الخضراء، للمقاوم والمناضل الصحراوي الوحدوي، مولاي سلمى إسماعيلي ولد سيدي مولود وشارك في الحفل شخصيات سياسية، وممثلو السلطة، وفعاليات جمعوية، وإعلاميون، وباحثون في تاريخ المقاومة الوطنية ضد الاستعمار. وقال مصطفى الكثيري، المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، في كلمته إن" المحتفى به، مولاي سلمى إسماعيلي ولد سيدي مولود، لا يمثل فقط صورة عن ماض مشرق للمقاومة والمقاومين، وإنما يشكل صورة حية عن رجل مازال مجندا للدفاع عن وحدة الوطن وسيادته"، وقدم الكثيري عرضا مفصلا عن محطات ملحمية لمولاي سلمى إسماعيلي ولد سيدي مولود، إبان نضاله ضد الاستعمار الفرنسي، بعد انضمامه إلى جيش التحرير، وانخراطه في القتال ضد الفرنسيين، انطلاقا من الصحراء، التي كانت تحت سيطرة الاستعمار الإسباني. وسرد الكثيري لقطات من الحروب والمعارك، التي شارك فيها مولاي سلمى ولد سيدي مولود، التي تجاوز عددها ثمانين معركة، بين القتال ضد الفرنسيين ثم ضد الإسبانيين في ما بعد، مشيدا بالمواقف النبيلة والشجاعة للرجل بعد المسيرة الخضراء، ووقوفه في مقدمة جبهة الوحدويين ضد الانفصاليين، رغم تعرضه للإغراء ثم إلى التهديد، وقتل أقرباء له، وخطف أولاده وأسرته من قبل جبهة البوليساريو في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. من جهتهم، أتحف المتدخلون المحتفى به بشهادات حية بشأن مركزه في أسرة المقاومة، ودوره الفذ في الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته، ومازال يساهم في الحاضر من موقعه في الدفاع عن وطنه، وبحكم انتمائه للربوع الصحراوية المغربية، التي توجد في ميدان الرماية، فهو مازال واقفا في الخندق لصد كل من يريد أن يرمي المغرب بحجر من قريب أو بعيد. مولاي سلمى إسماعيلي ولد سيدي مولود، هو الرجل الذي ينتمي إلى جيل المقاومين، الذين واجهوا الاستعمارين الفرنسي والإسباني، حتى استقل المغرب، وعندما نادت الوحدة الترابية للوطن، لبى النداء مرة أخرى، ورفض كل الإغراءات للالتحاق بجبهة البوليساريو والعمل في كنف الجزائريين، بل كان عونا وسندا لبلاده وللجالس على عرشها، فلم يخن ولم يتوان، وانخرط في عمليات الدفاع عن ثغر الوطن، خلال سنوات الحرب، التي أعلنتها الجزائر بواسطة البوليساريو ضد المغرب. وشارك في حفل التكريم كل من نور الدين بلالي، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو و"سفيرها" سابقا في دمشق وطرابلس، قبل عودته إلى أرض الوطن وتأسيسه جبهة للدفاع عن مغربية الصحراء، ومحمد عبيدو، رئيس جمعية مولاي عبد السلام بنمشيش للتنمية والتضامن، ومحمد علي حامد، رئيس الجماعة الإسلامية في سبتهالمحتلة، ومحمد الشيخ، رئيس لجنة العمل من أجل مساندة مصطفى سلمى، و عبد الله حافيظي السباعي الإدريسي، الأمين العام للرابطة العالمية للشرفاء الأدارسة، وعبد الهادي مزراري، الأمين العام لمنظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف، وبونعيلات، رئيس المجلس الوطني للمقاومة وجيش التحرير، ونعيم شماعو، رئيس جمعية حقوقية، والشائعة بيروك، رئيسة رابطة الدفاع عن الحكم الذاتي. من جهته، شكر مولاي سلمى إسماعيلي ولد سيدي مولود، المشاركين في هذا التكريم، وقال في كلمة مقتضبة إن "ما قمنا ونقوم به لا يمكن أن يرقى إلى المسؤولية الملقاة على عاتقنا إلا بتقديم كل غال ونفيس في سبيل هذا الوطن وحامي حماه"، مجددا "تشبثه بمغربية الصحراء ووحدة البلاد هو وعائلته وأولاده، "حتى يرث الله الأرض ومن عليها". حضر الحفل شخصيات سياسية ممثلة للأحزاب السياسية، إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وإبراهيم الجماني، النائب البرلماني عن حزب الأصلة والمعاصرة، ورئيس بلدية اليوسفية، إضافة إلى ممثلين عن هيئات سياسية وجمعوية أخرى، كما حضر حفل التكريم ممثل والي جهة الرباطسلا زمور زعير، وفي ختام الحفل، رفعت برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.