دعا المناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، من موقع لجوئه القسري في موريتانيا، إلى تمتيع المحتجزين في مخيمات تندوف بكافة حقوقهم الأساسية وخاصة منها حرية التنقل، وتأسيس الجمعيات. وقال ولد سيدي مولود، في رسالة وجهها إلى المشاركين في أشغال الملتقى المغاربي الأول، الذي نظمته، أول أمس الخميس جمعية رباط الفتح، تحت شعار دور المجتمع المدني في تحقيق الاندماج المغاربي، إن المحتجزين في مخيمات تيندوف ليس لديهم الحق في التمتع بأبسط الحقوق كحق الحصول على جواز السفر مؤكدا أن هذا هو وضعه في موريتانيا. وأضاف مصطفى ولد سيدي مولود الرسالة، التي تلاها الحسن لحويدك المدير الإداري لجمعية «الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة واد الذهب لكويرة، أنه محروم من زيارة المغرب «من أجل معانقة الوطن الأم» مشددا على أن « الحق في التنقل حق كوني وغير قابل للتصرف». وجدد التأكيد على أن سكان مخيمات تندوف محرومون من حقهم في تأسيس الجمعيات المهنية. وعن آخر التطورات المتعلقة بوضعية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أوضح شقيقه اسماعيلي سيدي محمد الشيخ، أن مصطفى سلمى خاض مؤخرا إضرابا عن الطعام لمدة يومين أمام مقر مفوضية غوث اللاجئين في موريتانيا، وأنه «لم يتلق إلى حد الساعة أجوبة ملموسة». وتبعا لهذه التطورات، عبر اسماعيلي سيدي محمد الشيخ، خلال مداخلته في أشغال الملتقى المغاربي، عن أسفه لعدم تسجيل أي رد فعل من قبل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إزاء التطورات الأخيرة لملف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود. واستعرض سيدي محمد الشيخ، بذات المناسبة، المأساة التي يعيشها المحتجزون في مخيمات تندوف لأزيد من 38 سنة، مبرزا أن «كل ما يصلهم من مساعدات يمر عن طريق أعضاء «البوليساريو» الذين «يوزعون منها ما يشاؤون وكيف ما يشاؤون، ووقت ما يشاؤون». وجدد سيدي محمد الشيخ التأكيد على أن الحل الأمثل للنزاع حول قضية الصحراء هو تنزيل الحل الذي طرحه جلالة الملك محمد السادس ومن ورائه الشعب المغربي والمتمثل في مبادرة الحكم الذاتي. ومن جانبه، ذكر والد المناضل مصطفى سلمى، الشيخ اسماعيلي مولاي سلمى بتاريخ النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مؤكدا على أن روابط البيعة التاريخية التي تجمع بين شيوخ القبائل الصحراوية وسلاطين المغرب، وكذا انخراط الساكنة الصحراوية في صفوف جيش التحرير المغربي لمناهضة الاستعمار الفرنسي والإسباني تشكل حجتين قويتين على مغربية الصحراء. كما سلط الشيخ اسماعيلي مولاي سلمى الضوء على مسار ابنه مصطفى ولد سيدي مولود منذ عودته إلى مسقط رأسه مدينة السمارة قبل عامين، مضيفا أن ابنه اختار الدفاع عن قناعاته في مخيمات تندوف بالرغم من المخاطر التي ما فتىء يتعرض لها. يذكر أن تطورات ملف المناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود شكلت إحدى المحاور الأساسية لأشغال الملتقى المغاربي الأول، الذي شارك فيه أساتذة باحثون وفاعلون جمعويون وناشطون حقوقيون، من أجل تقديم مقترحاتهم وتصوراتهم للمساهمة في الدفع بالاندماج المغاربي المنشود.