سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في موضوع انهيار سقف قبو عمارة بيرنار بمكناس .. رئيس الحكومة لا يشاهد الأخبار في القنوات الوطنية ولا يقرأ الصحف ! ونبيل بنعبد الله لا يخبر رئيسه بكوارث التعمير !
« لا علم لي بأي انهيار ، لا لعمارة ولا لقبوها في مكناس .. »!! هذا هو مضمون جواب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ، الذي تلقاه السيد رشيد الطالبي البرلماني السابق ، والمستشار الحالي ، والقيادي بحزب العدالة والتنمية .. عندما اتصل برئيسه في الحزب باعتباره أحد سكان العمارة المنهار سقفها يستفسره عما قامت به وزارة الأوقاف المالكة للعمارة للتخفيف من حدة الكارثة التي شردت زهاء خمسين عائلة .. ! وحتى إذا لم يتمكن السيد رئيس الحكومة من الاطلاع على خبر انهيار سقف عمارة في قلب المدينةالجديدة لمدينة مكناس يضيف السيد الطالبي فإن نبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة ، في حكومة عبد الإله بنكيران ، كان لحظة وقوع الكارثة يوم 7 نونبر 2013 بمدينة مكناس، وقد أخذ علما بما وقع ! تصريح رئيس الحكومة الذي ورد على لسان مناضل ساهم بفعالية في تأسيس حزب العدالة والتنمية يحتمل الصدق ، وأن رئيس حكومتنا بالفعل ، لم يعلم بموضوع سقوط قبو عمارة بيرنار، وما خلفته من أزمات مادية ونفسية للعشرات من العائلات .. وهنا نطرح السؤال : هل السيد رئيس الحكومة لا يشاهد قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتليفزيون ، ولا يقرأ الصحف الوطنية ، بما فيها جريدة حزبه ، والحال أن القناة الأولى والثانية ، ظلتا تبثان أحداث الواقعة معززة بتصريحات المواطنين وبعض المسؤولين ، على مدى ثلاثة أيام ، وبكل اللغات ، والحال أيضا ، أن أغلب الصحف والمواقع الالكترونية ، الوطنية والمحلية نشرت الخبر معالجا من كل الجوانب والزوايا .. فكيف لم يأخذ بنكيران خبرا بالموضوع ، إلا بعد قرابة أسبوعين على وقوع الذي وقع ، وليس عن طريق مصالحه في الحكومة والوزارة؟! وإنما عن طريق زميل له في الحزب ، يقطن بالعمارة ، ومتضرر شأنه في ذلك شأن باقي السكان ؟ والسؤال الثاني الذي يطرحه المقام هو لماذا لم يخبر السيد نبيل بنعبد الله ، رئيسه السيد بنكيران بما وقع ؟؟ أم أن التنسيق والتشاور بين مكونات الأغلبية الحكومية ، لا يتم إلا إذا كانت هذه الأغلبية بصدد تكوين حكومة أربعينية ؟ أما إذا كان بنكيران يعلم، وصرح لزميله في الحزب بأنه لا يعلم .. ! فحسبنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يومن المومن وهو يكذب / لا يكذب الكاذب وهو يومن» . وعلاقة بالموضوع فقد حضر والي الجهة الى العمارة يوم السبت 30 نونبر 2013 حيث كان السكان معتصمين ، وأكد لممثلي السكان بأن الحل الأولي الذي تعاونت السلطات والمنتخبون والأوقاف ، من أجل إيجاده ، وهو قابل للتحقق فورا ، يشمل 14 عائلة فقط ، باعتبارها الأكثر تضررا .. وذلك بتمكين خمس عائلات من شقق مفروشة ، وأربع أخرى من شقق فارغة ، وخمس عائلات ، يتم تمكينها من مبالغ مالية تدبر بها حالها . هذا الحل الذي نقل الى السكان وهم في وقفة احتجاجية ، من المسؤول الأول بالجهة ، اعتبره البعض ايجابيا ، ويمهد لإنقاذ السكان من التشرد ، بينما اعتبره البعض الآخر محاولة للتملص من الباقين ، وجعلهم يواجهون مصائرهم بأيديهم ، وهو وإن كان حلا لفئة من السكان من جهة فهو ضرب لوحدتهم من جهة ثانية . وقد علمت وأنا أغطي وأستجمع معطيات الوقفة الاحتجاجية ، بموت الرجل الذي كان آخر من تم إخراجه من العمارة يوم الواقعة ، كونه لم يقو على مغادرة شقته بسبب المرض ، وبقي «حبيسا» دون أن يأبه لوجوده أحد ، الى أن جاءت عائلته تسأل ، فور علمها بخبر ما تعرضت له العمارة من انهيار .. ولم يكن يعلم أنها خرجته الأخيرة .. وقد دفن الفقيد بعد صلاة عصر يوم السبت ، بعدما أقيمت له الجنازة في بيت غير الذي عاش فيه ، بعيدا عن جيرانه ومن قضى معهم جزءا من حياته ، إذ لا تدري نفس بأي أرض تموت ... فرحمة الله على السي محمد.