اعتبر محمد اليازغي الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن من يتحدث عن خيار الحرب في الصحراء المغربية فهو يدفع في اتجاه الانتحار في إشارة الى البوليساريو التي تلوح بحمل السلاح ضد المغرب في كل مرة حين يحقق هذا الأخير نصرا ديبلوماسيا في قضيته الوطنية. وأوضح اليازغي الذي كان يتحدث في عرض له حول «الصحراء بين تحدي الأممالمتحدة والإصلاح الداخلي» الذي نظمته جمعية شباب اليقظة للتنمية يوم الجمعة الماضي بمقر دار الثقافة بمدينة سلا الجديد، أوضح أن المغرب في صحرائه، وسائر في تنمية مناطقه الجنوبية، والقضية بيد الأممالمتحدة، وقد اقترح مشروعا للحكم الذاتي الذي وصف بالمقترح الجدي والواقعي وذي المصداقية. وفي السياق ذاته توجه اليازغي إلى البوليساريو التي تردد أسطوانتها المشروخة الاستفتاء لتقرير المصير، مذكرا إياهم بأن منظمة الأممالمتحدة قد تخلت عن مقترح الاستفتاء في وقت بيريز ديكويلار، وقررت دعوة الأطراف المعنية بنزاع الصحراء للبحث عن حل سياسي دائم ومتوافق عليه، عينت ممثلا شخصيا للسهر على هذه المسطرة. وانتقد اليازغي بنفس المناسبة عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة الذي تملص من مسؤولياته حيال القضية الوطنية حين صرح مؤخرا في البرلمان على أن القضية الوطنية بيد الملك، مذكرا في نفس الوقت رئيس الحكومة بأن الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى 38 للمسيرة الخضراء قد أكد ان القضية الوطنية قضية الجميع، ونبه اليازغي بنكيران إلى أن كل المغاربة مع الملك في صف واحد في القضية الوطنية وهذه الصفوف يجب أن تكون صفوفا متراصة ومتحركة. وبخصوص حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، دعا اليازغي الحكومة المغربية للسهر على تطبيق توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مشيرا في هذا السياق الى أنه ليس كافيا أن يقول رئيس الحكومة في البرلمان «نفتخر بوجود المجلس الوطني لحقوق الإنسان». وقام اليازغي في عرضه بكرونولوجيا ملف الصحراء المغربية بداية من مرحلة ما قبل المسيرة الخضراء إلى اليوم، مرورا بما عرفه الملف من تطورات وجمود بين يدي الممثلين الشخصيين للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، انطلاقا من مخطط بيريز ديكويلار الذي قبله المغرب والطرف الآخر البوليساريو، الذي اقترح خيار الاستفتاء، رغم أن الجميع كان يعرف أن الجزائر هي الطرف الحقيقي في نزاع الصحراء، وذلك تجنبا لحرب مباشرة مع الجزائر التي ستكون مدمرة للبلدين، بالإضافة إلى مقترح جيمس بيكر الذي اقترح حكما ذاتيا لمدة خمس سنوات والمغرب من سيسهر على بناء دولة مستقلة في الصحراء الشيء الذي رفضه المغرب وقبله الانفصاليون. وأشار اليازغي إلى أنه بعد فشل مخطط جيمس بيكر، تم تعيين ممثل شخصي آخر للأمين العام للأمم المتحدة وهو دوستو من البيرو، حيث قبل المغرب بهذا الديبلوماسي إلا أن الجزائر رفضته وتم التخلي عنه ليتم تعيين الهولندي بيتر فالسوم الذي وصف المقترح المغربي مشروع الحكم الذاتي بالمقترح الواقعي والجدي وذي المصداقية، وعلى أن الاستقلال في هذه المنطقة غير واقعي ومستحيل وقادت الجزائر حملة ضده حتى تم تعيين كريستوفر روس. وأوضح اليازغي في ذات السياق أن المغرب قبل بالأمريكي كرستوفر رغم أنه كان يعلم أنه كان سفيرا يمثل بلاده بالجزائر لعدة سنوات، وبالتالي أظهر واقع الحال فشل المفاوضات غير المباشرة بين المغرب والبوليساريو التي اقترحها هذا الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ويقول اليازغي «ها نحن نتابع كذلك زياراته المكوكية للأطراف المعنية ، حيث وسع اللقاءات الى المنتخبين والنواب والعناصر التي تطالب بالانفصال. وبعد تقديم تقريره سيكون لنا كلمة في ذلك». وخلص اليازغي في عرضه هذا إلى أن استمرار الإصلاح داخل المغرب وتمنيع الجبهة الداخلية والاستمرار في خيار البناء الديمقراطي هي شروط أساسية لربح ملف القضية الوطنية، خاصة مع مشروع الجهوية الموسعة الذي لابد من بذل المجهودات من أجل تنفيذه وتطبيقه على الاقاليم الجنوبية تجنبا للفراغ، والرأي العام مطالب بالضغط على هذه الحكومة من أجل القيام بإصلاحات حقيقية.