قرر التقنيون الغابويون بالمغرب، في تصعيد جديد، مقاطعة جميع الأنشطة خارج الأوقات القانونية، بعد تعليقهم القيام بمهمة مراقبة القنص للموسم الحالي. وجاء القرار الجديد خلال أشغال الجمع الاستثنائي الوطني لجمعيتهم، الذي احتضنته المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين بسلا، صباح السبت الماضي 16 نونبر 2013، وتم فيه التذكير بتوصيات المجلس الوطني الثاني للجمعية، ومدى الاستجابة لتطلعات التقنيين الغابويين، كما ناقش المجتمعون الإجراءات المسطرة من أجل تحقيق الملف المطلبي، وكان الجمع مناسبة لتكريم عدد من التقنيين أسدوا الكثير للقطاع وللجمعية . الجمع الاستثنائي الذي حضره حشد غير مسبوق من التقنيين الغابويين، من مختلف مناطق المملكة، حضره رئيس مؤسسة الأعمال الاجتماعية للمياه والغابات، الكاتب العام لنقابة المياه والغابات، ممثل عن اللجنة القطاعية للفرسان الغابويين ورئيس جمعية التضامن الغابوي، حيث تقدم رئيس جمعية التقنيين الغابويين بالمغرب بكلمته الافتتاحية الترحيبية، تلاه رئيس مؤسسة الأعمال الاجتماعية الذي أبرز أهمية الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة في مجالات السكن الاجتماعي، والاتفاقيات المبرمة مع مجموعة من المؤسسات بهدف استفادة الموظفين من التسهيلات اللازمة على مستوى القروض والتأمين، وكذلك بناء وتجهيز مراكز الاستقبال، ودعم الموظفين في حالات المرض والاعتداءات مثلا. الكاتب العام للنقابة الوطنية للمياه والغابات ذكر بالظروف التي يعيشها عموم موظفي القطاع، والتي تدفع في تجلياتها ومجملها إلى المزيد من السخط والاحتقان، مشددا على مواقف النقابة المساندة لمطالب وحقوق التقنيين الغابويين، في غياب رؤى واضحة لدى مندوبية عبدالعظيم الحافي لحل مشاكل موظفي القطاع، بينما ركز رئيس جمعية التضامن الغابوي على أهمية حدث الجمع الحاشد بالنسبة للغابويين وعلى الدور الأساسي التي باتت تلعبه الجمعية في التنسيق بين كافة موظفي القطاع، ولم تفته الدعوة إلى ضرورة الخروج بمقترحات عملية تبلور ما يتطلبه تدبير القطاع من مناهج وقرارات، في حين أكد ممثل اللجنة القطاعية لفرسان المياه والغابات على عمق الروابط المتينة التي تجمع الموظفين التقنيين والفرسان بالقطاع. فعاليات الجمع الاستثنائي للتقنيين الغابويين انطلقت على نغمات النشيد الوطني، احتفالا باليوم الوطني للغابوي الذي يصادف الرابع عشر من شهر نونبر من كل سنة، وهي الذكرى التي تخلد لليوم الذي استقبل فيه الملك الراحل الحسن الثاني وفدا من المهندسين الغابويين، الحدث الذي عملت جهات معلومة على إقباره لأسباب مجهولة. ولم يفت رئيس الجمعية بالمناسبة التذكير بتوصيات المجلس الوطني الثاني، المنعقد بتاريخ 26 شتنبر 2013، وما استجد من أحداث، مع تقييم قرار مقاطعة المراقبة خلال موسم القنص بالنسبة للموسم الحالي، والذي فاقت المشاركة فيه كل التوقعات، في غياب أي رد فعل من طرف المندوبية السامية، ما يدل بجلاء على مظاهر التعامل السلبي الممنهج حيال مطالب التقنيين الغابويين، في حين أشار الرئيس لإشكالية العمل المتواصل 24ساعة/24 و 7 أيام/7 وخارج الأوقات المحددة قانونيا. المجتمعون أجمعوا في تدخلاتهم وآرائهم على مظاهر ارتفاع الضغط على الموارد الطبيعية، و تعدد المخاطر وتنامي الجرائم الغابوية من قطع وتهريب لبعض الأصناف النادرة من طرف عصابات ومافيات منظمة، مع استمرار وتيرة تراجع الغطاء الغابوي على خلفية الحرائق والاجتثاث والرعي الجائر وزراعة القنب الهندي وزحف الرمال والتصحر الذي باتت تفرضه المتغيرات الحالية المصاحبة لظاهرة التغيرات المناخية. وقد اختتم الجمع الاستثنائي بدعوة عموم التقنيين بالمغرب إلى تعليق جميع الأنشطة خارج أوقات العمل القانونية المعمول بها في إطار القانون الأساسي للوظيفة العمومية والمراسيم والقرارات المترتبة عنه، مع إشارة الجمع إلى «أن أية مهمة خارج هذه الضوابط تبقى لأسباب شخصية ولا صلة لها بالمهام المنوطة بالتقني الغابوي»، وترك باب الحوار الجاد والمسؤول مفتوحا حتى تحقيق الأهداف المرجوة، والتشديد المستمر على تحميل المندوبية السامية كل ما يمكن أن يترتب من عواقب وخيمة على الثروات الغابوية جراء استخفافها بالقرارات التصعيدية للتقنيين الغابويين. ومن خلال قراراتهم الختامية، دعا المجتمعون إلى المشاركة في إعادة النظر في مشروع النظام الأساسي للموظفين التقنيين بالقطاع، وفتح مسالك متابعة الدراسة في التعليم والتكوين بالنسبة لهم، ثم إلى النظر في طرق وآليات مطابقة دبلوم التقنيين المتخرجين من المعهد والمتوفرين على شهادة الباكالوريا وما فوق مع مقتضيات المرسوم المتعلق بتكوين التقنيين المتخصصين بالمعهد التقني الملكي المتخصص للمياه والغابات، كما طالبوا بالتعجيل في تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضد المندوبية السامية لصالح الموظفين التقنيين، مع بذل المزيد من الجهود لغاية المحافظة على المنظومة الغابوية بتنسيق مع جميع المتدخلين في القطاع ووفق ما تقتضيه مقتضيات دستور المملكة والقوانين الجاري بها العمل. وعبر التقنيون الغابويون الحاضرون عن تقديرهم للتضامن غير المشروط من جانب الهيئات والمنظمات المهنية والنقابية من داخل القطاع، كما أكدوا على ضرورة المواكبة الإعلامية لتوصيات جمعهم العام من أجل إثارة الرأي العام الوطني والدولي حول الإشكاليات العميقة التي يعيشها القطاع والعاملون به، مع تجديد الدعوة للمندوبية السامية لأجل التواصل مع فئة التقنيين الغابويين وملامسة مشاكلهم وتطلعاتهم، وتوفير الشروط الكفيلة بتجاوز وضعية التذمر والاحتقان التي تنذر بالمزيد من تأجيج الوضع.