بعض المسؤولون في بلادنا - لاسامحهم الله - لازالوا يعتقدون بأن الشعب يقطن دار غفلون ومن البساطة بما كان أن يضحكوا عليه حتى و إن تعلق الأمر بالكرة، و آخر هذه التقليعات السمجة ما صرح به أكرم للصحافة بعد الجمع العام لجامعة كرة القدم، من أن اختيار رئيس الجامعة كان في منتهى الديمقراطية ، والكل يعلم أنه خلال مسرحية الجمع العام لم تكن ثمة من انتخابات و(لا ستة حمص) وأن ما حصل يشبه وزيعة البقرة عندما تسقط فتتلقفها خناجر متلهفة لتوزعها إربا إربا. فبعد التناحر والردح بالكلمات النابية الذي دام 15 ساعة، انفض الجمع في النهاية، وكل بما لديهم فرحين، و انسل منها الفاسي الفهري مثل الشعرة من العجين، فاستطاع بضربة معلم، أن يرمي سربا من العصافير بكرة واحدة: مرر الحساب المالي و الأدبي بتقنية عالية بكعب حذاء وحافظ على السر المقدس - كلفة راتب غريتيس - السر الذي سيحتفظ به الفاسي ربما حتى آخر رمقه. وقبل كل هذا وذاك، مرر بعرضيات رائعة المتنافسين على المنصب في زجاجات شفافة أمام الجمهور وهم الذين طالما ركبوا على هموم الشعب الكروية، فبدوا في الفصل الأخير من المسرحية مثل قراصنة يتنازعون على توزيع الغنائم فوق ظهر سفينة تترنح لتغرق بمن عليها. هي إذن وزيعة مزخرفة بذلك الإجماع الفلكلوري الذي يريد أكرم وجماعته من الجمهور أن يرفع بالوناتها الملونة عاليا، لكن كما يقول المثل الدارج (لي كيحسب بوحدو كيشيط ليه). فقد جاء الرد سريعا من لجنة الطوارئ في الفيفا التي قررت بدورها إشهار الكارط الأحمر في وجه الوزيعة وعدم الاعتراف بتلك الانتخابات المهزلة، وليس مستغربا أن الفيفا خولت الحسم في الأمر للجنة الطوارئ، لأن ماوقع يشكل كارثة كروية بكل المعايير. والمحصلة في الأخير وبغير روح رياضية، فقد توج مسلسل النكسات في كرة القدم بخسارة كبيرة هذه المرة تتعلق بمعركة دمقرطة الجامعة التي أصبح يصدق عليها المثل وقت حتاجيتك أوجهي خربشوك القطوط. فبدل تغليب الصناديق الشفافة التي تقود إلى المحاسبة وإقرار مقاربة الحكامة الجيدة للشأن الرياضي، ربحنا ديمقراطية جحا وجامعة برأسين ستدخل معها كرة القدم في بلادنا لا محالة و لأول مرة في تاريخها، عصر سلاطين الكرة المبجلين بالإجماع و الذين سيكون من الصعب التحدت إليهم فبالأحرى محاسبتهم . آخر تيفو كروي لم يكتب بعد : ديموقراطية أكرم = ديموقراطية جحا