افتتح مساء السبت بآسفي، الموسم الموسيقي 2013 / 2014 بإقامة حفل فني بالقاعة المتعددة التخصصات بمدينة الفنون تميز أساسا بإيقاعات طرب الملحون والموشحات. واستمتع الجهور الحاضر في هذه الأمسية باللوحات الموسيقية والمقطوعات الغنائية التي قدمتها فرقة الطرب الملحون لآسفي برئاسة الحاج مولاي اسماعيل العلوي السلسولي وإنشاد نزهة فارس الفائزة بالجائزة الأولى سنة 2010 في مهرجان الملحون بالرشيدية وعلى نفس الرتبة سنة 2007 في مهرجان الأغنية الروحية بفاس، إلى جانب المنشدتين سلمى الأزلي ونسرين حاتمي. كما نال إعجاب الجمهور الشاب نبيل ناصف من نفس الفرقة والذي أدى باقتدار مقطوعات غنائية من طرب الموشحات الأندلسية والمشرقية ومقطوعة عصرية مغربية. وشدد حسن افريفرة مدير المعهد الموسيقي في الكلمة الافتتاحية لهذه الأمسية على الدور الذي يقوم به المعهد على مدى سنين عديدة في مجال التربية الموسيقية وعلى المسؤولية الملقاة على عاتقه اليوم بعد أن أصبح يتوفر على بنيات عصرية تمكنه من القيام بمهامه على أفضل وجه، مشيرا إلى أن افتتاح الموسم هذه السنة يتزامن مع احتفال الشعب المغربي بالذكرى 38 للمسيرة الخضراء وبالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال. ومن جانبه، أبرز السلسولي رئيس الفرقة وكاتب قصائد الملحون في تصريح صحافي المكانة التي يحتلها هذا اللون الغنائي تاريخيا لدى ساكنة آسفي باعتباره فنا من أقدم فنون الغناء بالمنطقة إلى جانب الموشحات الغنائية والطرب الأندلسي منوها بالعطاءات التي قدمتها المدينة في هذا المجال وبالأطر الموسيقية التي تخرجت منها، منذ ما قبل النصف الثاني من القرن الماضي. وتميزت هذه الأمسية كذلك بالدرس الافتتاحي الذي ألقاه يونس الشامي، باحث في علم الموسيقى بالمغرب وعضو المجمع العربي للموسيقى، والذي تطرق فيه إلى تاريخ الموسيقى العالمية والموسيقى العربية على الخصوص مبرزا مميزات الموسيقى المغربية من حيث تنوعها وغنى إيقاعاتها وتعدديتها الجهوية من أمازيغية وعربية وأندلسية. وأشار بالمناسبة إلى أن الموسيقى المغربية استطاعت أن تحافظ على هويتها خاصة فيما يتعلق بالطرب الأندلسي بفضل العديد من العوامل منها أساسا التضاريس الجغرافية للمغرب التي لم يكن من السهل اختراقها من طرف الأجانب مما جعل المغاربة حريصين على هويتهم التاريخية ومنها أساسا الهوية الموسيقية. وشدد في هذا الدرس الافتتاحي على أهمية اعتماد الموسيقى في جميع الأسلاك التعليمية نظرا لدورها التربوي في تهذيب الأذواق وتنمية الشعور بالروح الوطنية لدى الناشئة، خاصة أمام سيل الموسيقى العالمية الذي اصبح يتنقل بسرعة خارقة عبر وسائل الإعلام والاتصال. وقدمت بهذه المناسبة هدايا رمزية للمرشحين الثلاثة من أبناء آسفي الحائزين على دبلوم المرتبة الأولى في مادة العود بميزة متوفق في المباراة الوطنية التي نظمت هذه السنة بمدينة الرباط، ويتعلق الأمر بالطلبة خريجي المعهد الموسيقي المحلي أحمد الهربولي وخليل الحجاري وعبد الوهاب كويدر. ويضم معهد الموسيقى لآسفي، الذي سجل به في الموسم الحالي 340 طالب وطالبة مقابل 150 في السنة الماضية أي ضعف عدد المسجلين في السنة الفارطة، خمس قاعات جماعية لتلقين مواد الصولفيج والعود والموشحات والكمان والقيثارة والبيان والطرب الأندلسي والرقص الكلاسيكي وست قاعات فردية لتلقين العزف على الآلات الموسيقية وقاعة للماستر مخصصة للإقصائيات والعروض والورشات التكوينية فضلا عن مرافق أخرى. ويعد هذا المعهد الذي يمتد على مساحة 1080 متر مربع أحد المكونات الأساسية من مدينة الفنون التي تبلغ مساحتها ثلاث ةهكتارات وتضم إلى جانب المعهد كلا من القاعة المتعددة التخصصات تشمل مسرحا بمواصفات عالمية يتسع لأزيد من 400 مقعد ويحتوي على شاشة متحركة من الحجم الكبير للعروض السينمائية ويمكن تحويلها إلى قاعة للندوات والورشات التكوينية