بلغ عدد اللاجئين السوريين، الذين استفادوا من خدمات المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي بمخيم (الزعتري) في محافظة المفرق الأردنية (شمال شرق)، إلى غاية تاسع نونبر الجاري، 257 ألف و813 لاجئا. وقال الطبيب الرئيس للمستشفى، العقيد خالد سير، إن الفئتين الأكثر هشاشة في صفوف اللاجئين، ممثلتين في الأطفال والنساء ما تزالان تتصدران أعداد المستفيدين من خدمات المستشفى، وذلك على التوالي ب116 ألف و177 طفلا و74 ألف و778 امرأة، في حين يأتي الرجال في المرتبة الثالثة ب66 ألف و858. وأوضح العقيد سير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هؤلاء اللاجئين استفادوا من 357 ألف و511 خدمة طبية، وسلمت لهم 249 ألف و573 وصفة طبية مجانية، بينما بلغ عدد اللاجئين الذين تم إخضاعهم لعمليات جراحية 1346 لاجئا ولاجئة، في حين وصل عدد اللاجئين الذين استقبلتهم أسرة المستشفى إلى 5729، من بينهم 649 جريح حرب. وأضاف أن الإقبال على قسم المستعجلات ما يزال يسير في خط تصاعدي، مشيرا إلى أنه استقبل لوحده 65 ألف و530 حالة، باعتباره القسم الوحيد في المخيم الذي يفتح أبوابه على مدار الساعة. وأشار إلى أن الطواقم الطبية والتمريضية للمستشفى المغربي أشرفت على 318 حالة ولادة، 269 منها أجريت بعمليات قيصرية، مبرزا أن عدد اللاجئين السوريين الذين استفادوا من خدمات الدعم النفسي بلغ 4400. وعما إذا كان هناك تراجع في أعداد اللاجئين السوريين الوافدين على المستشفى، أوضح العقيد سير أن هناك نوعا من الاستقرار، بحيث تتراوح الأعداد التي يستقبلها المستشفى ما بين 600 و700 حالة في اليوم، تتوزع على مختلف فئات اللاجئين، من أطفال ونساء ورجال وشيوخ وجرحى الحرب. وبخصوص أغلب الحالات التي تفد على المستشفى، أشار إلى أنها تتعلق بالأمراض التنفسية وخاصة التهابات القصبة الهوائية، والأمراض الجلدية وحالات الإسهال، التي تنتشر بكثرة في صفوف الأطفال. وعلى صعيد متصل، ما تزال طواقم المستشفى الميداني المغربي تشارك في الحملات الطبية التي تنظمها الهيئات والمنظمات الإنسانية العاملة داخل المخيم. وفي هذا الصدد، قال الطبيب العقيد عبد الحميد آزرارة، المتخصص في علم الأوبئة والمسؤول عن وحدة اليقظة الصحية داخل المستشفى، إن طواقمه ساهمت بفعالية في تكوين فرق طبية وفي عمليتي التوعية والتحسيس بمناسبة تنفيذ حملة لتلقيح 20 ألف من الأطفال داخل المخيم، بعد ظهور حالتين من وباء الشلل الفيروسي. وأضاف الدكتور آزرارة، في تصريح مماثل، أنه تم تقديم جميع التسهيلات للفريق الذي كلف بتنفيذ الحملة داخل المستشفى ليقوم بمهامه على أكمل وجه، مشيرا إلى أن الحملة غطت 86 في المائة من الأطفال بالمخيم ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات. من جانبهم، عبر عدد من اللاجئين السوريين عن ارتياحهم للخدمات التي يقدمها لهم المستشفى، مؤكدين أنهم يجدون ضالتهم في مختلف أقسامه، حيث يحظون بالعناية والاهتمام اللازمين كلما قصدوه لتلقي العلاجات. ونوهوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، بحسن الاستقبال الذي تخصصه لهم، وبتفاني طواقم المستشفى، الطبية منها والتمريضية، وبسعة صدرهم وتحملهم في هذه الظروف العصيبة التي يمرون بها، خاصة وأنه يشكل وجهتهم الرئيسية داخل (الزعتري)، بالنظر لجودة خدماته وتوفره على التجهيزات الضرورية. يذكر أن المستشفى الميداني المغربي تتمثل مهمته الأساسية في تقديم الدعم الصحي للاجئين السوريين على الحدود الأردنية - السورية، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 60 سريرا قابلة للرفع، ويضم حوالي 100 إطار، من بينهم 32 طبيبا، من 20 تخصصا.