تم يوم الأربعاء الماضي بالقاهرة افتتاح مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا، وقد أطلق على الدورة الحالية (22) دورة الراحلة، مؤخرا، الباحثة الموسيقية ومغنية الأوبرا الدكتورة رتيبة الحنفي، باعتبارها أول رئيس لدار الأوبرا في بداية افتتاحها، واعترافا بجميلها برعاية الفنون و الموسيقى الراقية.. فمن هي إذن رتيبة الحنفي؟؟ في زخم أحداث الاحتقان السياسي بمصر، توفيت في غفلة عن الجميع يوم 16 من الشهر ما قبل الماضي الموسيقية الكبيرة ومغنية الأوبرا عن سن يناهز 82 عاما : رتيبة الحفني. والأستاذة رتيبة هي أول من شغل منصب رئيس دار الأوبرا بالقاهرة ورئيسة المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية. والدها هو محمود أحمد حفني مؤلف ودارس للموسيقى له فيها عدة كتب (نحو 45 كتابا). وهو أول من أدخل دراسة الموسيقى في مقررات المدارس المصرية. جدتها لأمها الألمانية الأصل كانت مغنية أوبرا ألمانية. أجادت العزف على البيانو وسنها لم يتجاوز الخمسة أعوام. عملت معيدة بالمعهد العالي للموسيقى بالقاهرة سنة 1950 . ثم استكملت فيما بعد دراسة الموسيقى الكلاسيكية والأوبرالية بميونيخ وبرلين. ولما عادت لمصر قامت بالغناء في أوبريت " الأرملة الطروب " سنة 1961 . ثم بدور البطولة في أوبرا " عايدة " ليفيردي، بباريس ومن ثم أصبحت مغنية أوبرا بمواصفات عالمية. جمعت بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية والموسيقى الكلاسيكية العربية في توليفة ثقافتها الفنية العميقة. إذ كانت تعتبر الموسيقار الكبير محمد القصبجي معلمها الأول. كانت عائلتها ترتبط بعلاقة حميمية بأم كلثوم وبخاصة والدها. من هنا اهتمت الأستاذة رتيبة الحفني مبكرا وهي دارسة بتطور صوت كوكب الشرق ولها فيه ملاحظات دقيقة، حيث مازالت مكونات هذا الصوت تشكل لغزا محيرا في الغرب وفي الولاياتالمتحدة تحديدا. ربطتها بالمغرب علاقة طيبة، حضرت كمحاضرة في الذكرى المائوية للاحتفاء بميلاد كوكب الشرق سنة 2004 حيث نظمت الفرقة المغربية للموسيقى العربية لصلاح الشرقاوي المرسلي حفلا غنائيا جميلا بالمناسبة. ولقد أعجبت بالفرقة المذكورة ومجموعتها الصوتية عزفا وآداءا، فقامت فيما بعد باستدعائها للقاهرة، لتكون أول فرقة عربية غير مصرية تعزف بدار الأوبرا بمصر. رحم الله الفقيدة التي كانت صديقة للمغرب