في عددها رقم 10.527 الصادر بتاريخ 15/16/17/18أكتوبر 2013 نشرت جريدة الاتحاد الاشتراكي الغراء، ترجمة جيدة من انجاز الأستاذ محمد خيرات، للنص الفرنسي الصادر في مجلة "لونوفيل اوبسيرفاتور" تحت عنوان "قصة اليخت" دينا" الذي استعمل لنقل السلاح من مصر إلى الناظور لفائدة جيش التحرير الوطني الجزائري . النص الأصلي المترجم إلى اللغة العربية ذكر وقائع و أحداث كانت لي ,بصفتي أحد المقاومين المغاربة و أحد المساهمين في تأسيس جيش التحرير المغربي ، حظوظ المساهمة في عملية إنزال السلاح و العتاد وتخزينه و الإشراف على نقل حصة الإخوة الجزائريين المحددة في ثلتي حمولة هذه السفينة . بهذه الصفة, أرى من واجبي إفادة الرأي العام بشهادة في حق الأستاذ إبراهيم النيل, تفند الادعاء الكاذب الذي ورد في حقه, إذ يقول صاحب النص الأصلي ما يلي : "» و في الواقع سيظهر فيما بعد أن إبراهيم النيل كان يعمل لحساب المخابرات الفرنسية»، فمن هو المناضل الشهم إبراهيم النيل ؟ ازداد الفقيه ابراهيم النيل المعروف باسم السوداني, نسبة إلى بلده جمهورية السودان الديمقراطية, وذلك سنة 1920 بأم درمان و تتلمذ بها وتابع دراسته بإحدى المؤسسات التعليمية في الزراعة,الى ان حصل على دبلوم خبير زراعي, وقد تشبعت روحه الأبية بمبادئ النضال و الكفاح ضد العبودية و الاستعمار, فغادر مسقط رأسه يبحث عن الأمان و عقيدة على العطاء التحريري وعلى صلته بالمشروعية. وفي بلاد الكنانة مصر التقى بأحد المخلصين للعروبةوالإسلام السيد الحسين خيري, و هذا الأخير هو الذي استعار الباخرة دينا و التي حملت السلاح الى المغرب و كلف السيد ابراهيم النيل اليوغوسلافي ميلان بالمسؤولية. اما معرفتي بالأخ,فقد تعرفت على السيد ابراهيم نيل حينما جاءت الباخرة في 31 مارس 1955 ،ذهبت إلى مليلية و اتصلت به في الحديقة العمومية بنفس المدينة و لم اكن اعرفه, و حسب الأوصاف التي أعطيت لي انه سيتقدم عندك رجل اسمر البشرة ولباسه ابيض من نوع البحارة،و بمجرد ما رأيته تقدمت عنده و قلت له : الأخ ابراهيم ؟ فقال لي : نعم ، وهنا اخبرني ان الباخرة موجودة في الميناء و تنتظر الإشارة ، و اتفقنا على الإشارة الضوئية اللون الأخضر ثلاث مرات وفعلا وصلت الباخرة الى مكانها المقصود كبدانة و افرغت حمولتها لولا الاصطدام الذي وقع لها في آخر الإفراغ مما جعله يمكث بالناظور و نتعرف اكثر, وفعلا كان من المخلصين للقضية المغربية و الجزائرية ، و مكث ما يزيد عن تسعة أشهر لإصلاح الباخرة دينا وبعد رجوعه بالباخرة بقي على اتصال معنا و بالأخص مع أخونا المجاهد السيد الغالي العراقي بالخارج, الذي كان مكلفا بالبحث عن الاسلحة و شرائها, وحينما قررت القيادة شراء الباخرة اطوس,اتصلنا بجنوا بايطاليا قصد الاطلاع على الباخرة التي ستحمل السلاح الذي اشتراه المناضل السيد الغالي و المرحوم السيد النيل و الذي قررت القيادة ان تسلمها للإخوان الجزائريين بسلاحها ،والذي تكلف المرحوم بقيادتها الى الإخوان و كانت ستفرغ حمولتها بنفس المكان الذي أفرغت فيه الباخرة دينا و هذا الرجل المخلص الذي ضحى بحياته و أولاده و عائلته في سبيل البحث عن الوسائل لاستقلال المغرب العربي ابحر من جديد على متن الباخرة اطوس التي اشترتها قيادة جيش التحرير المغربي في اواخر سنة 1955،محملة بكميات هامة من السلاح شاءت الأقدار ان تقبضها السلطات الفرنسية هائمة في المياه الدولية قرب المياه الإقليمية الجزائرية، و سيق قائدها المرحوم ابراهيم السوداني رفقة بعض افراد طاقمها الى السجن وهران, وقع اسيرا فعذب اشد العذاب و ذاق مرارة التنكيل وظل صامدا و صابرا، من جملة التعذيب على قوله رحمه الله انه كان يرغم على إقلاع نعليه و يمشي عدة كيلومترات فوق الثلوج و هو بقبضة الفرنسيين ،و لما أهلكت قدماه ، اشتكى للضابط الفرنسي و قال له أنااسمر اللون لكني انسان قبل كل شيء ،وقدم الى المحكمة العسكرية و حكم بالإعدام و استأنف الحكم،و حكم ب10 سنوات، اذ كان رحمه الله يدافع عن نفسه دفاع الأبطال أمام هيئة المحكمة، وقد قضى عدة سنوات وبضعة اشهر و افرج عنه بعدما وقع تدخل مع رئاسة الجمهورية الفرنسية من طرف بعض الشخصيات المغاربة والسودانية، اختار المغرب بلده الثاني ليلتقي بأصدقائه في الكفاح ورحبوا به كل حسب استطاعته, و بقي الى ان اشتد به المرض وذهب الى لندن للعلاج و هناك وافاه الاجل، رحمك الله وجازاك الله خير الجزاء على كل ما قمت به لتحرير وطن المغرب العربي. هذا هو الاخ ابراهيم النيل الذي كان صدوقا مخلصا لضميره و امانته و عقيدته النبيلة في سبيل الحرية والاستقلال لجميع الشعوب الاسلامية والعربية والافريقية. فهل يعقل أن يسجن و يعذب شخص بمثل ما عذب ابراهيم النيل على يد الفرنسيين, ثم يوصف باأنه كان يعمل لحساب المخابرات الفرنسية ؟ . احد قياديي المقاومة وجيش التحرير