*ليلة القبض على المتهم حوالي الدقيقة الثلاثين بعد منتصف ليلة 25 يونيو 2012، تلقى ضابط الشرطة، رئيس فرقة البحث بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة، معلومات من طرف أحد المخبرين تفيد بكون المدعو (م.ب) الملقب ب «أرطانة»، المبحوث عنه من أجل تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ، وتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة وموضوع عدة مذكرات بحث، موجود بأحد المقاهي بالقرب من الميراج بمنطقة أشقار. وفور اتخاذ الإجراءات اللازمة، حلت بالمكان المبلغ به الفرقة الأمنية المختصة، وبعد وقت وجيز خرج «أرطانة» من المقهى، وفور محاصرته من طرف الشرطة أشهر سكينا من الحجم المتوسط مهددا بتصفية كل من يقترب منه، حيث تمكن من الفرار إلى الغابة المجاورة المعروفة بكثافة غطائها النباتي، لتنطلق بعدها عملية المطاردة داخل الغابة المظلمة، وبعد عمليات تمشيط واسعة بمساعدة المواطنين، تمت محاصرة المعني بالأمر وإيقافه من طرف العناصر الأمنية، و بعد استفساره عن السلاح الأبيض الذي كان بحوزته أقر بالتخلص منه داخل الغابة، حيث لم يتم العثور عليه رغم عمليات البحث والتمشيط باستعمال المصابيح الكاشفة. جلسة خمرية تنتهي بجريمة قتل يستفاد من وثائق القضية أنه ليلة 14 يناير 2012، التقى كما هو معتاد دائما في الأحياء العشوائية، كل من «أرطانة» و (ح.ع) و(ي.ع) من أجل احتساء قنينات من الخمر، على مستوى حي بوحوث، وبعد ليلة صاخبة، و هو في قمة انتشائه استرجع «أرطانة» شريط الأحداث التي مرت به في ما مضى من أيام، وتذكر يوم تعرض للاعتداء من طرف المسمى قيد حياته (م.ع.ب) حيث أصابه إصابات بليغة على مستوى الأذن. في غمرة استذكاره لواقعة الاعتداء قرر «أرطانة» تصفية حسابه القديم مع الضحية، فشرع في البحث عنه بين أزقة الحي إلى أن عثر عليه حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحا، لتندلع معركة دامية بين الغريمين، استعملا فيها السلاح الأبيض، لكن رغبة «أرطانة الجامحة في الانتقام دفعته إلى توجيه ضربة قاتلة على مستوى الفخذ، لم تترك للضحية فرصة للنجاة رغم نقله إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي محمد الخامس، ليفارق الحياة بعد فشل محاولات إنقاذه، بسبب نزيف ناتج عن قطع شريان بساقه اليسرى. قاضي التحقيق يتابع أرطانة بالمنسوب بعد استكمال تحقيقات الشرطة القضائية، حيث تمسك « أرطانة « بنفي التهمة عنه، ونسبها لشركائه في الجلسة الخمرية، مؤكدا أنه أثناء وقوع جريمة القتل كان متواجدا في مستشفى محمد الخامس لزيارته شقيقه الذي تعرض للاعتداء، وبعد إجراء جلسات المواجهة بين الجميع بالسجن المدني بطنجة، حيث أكد كل من (ح.ع) و(ي.ع) أنهما كانا رفقة «أرطانا» يحتسون الخمر، بعدها عاينوا واقعة اعتداء هذا الأخير على القتيل (م.ع.ب)، تم إحالة المتهم على قاضي التحقيق الأستاذ بوكمزة، وبعد إخضاعه لجلسات التحقيق التفصيلي حيث تم الاستماع لكل الأطراف، سجل قاضي التحقيق تناقضات المتهم، فمرة يصرح بكونه لم يكن موجودا بمكان الحادث ومرة يؤكد أنه كان هناك يحتسي الخمر رفقة أصدقائه، من جهة أخرى اعترف أنه كان في حالة فرار، في حين أنكر واقعة إشهاره للسلاح الأبيض في مواجهة رجال الشرطة لمنعهم من توقيفه، كما شمل التحقيق أيضا مع المتهم في شكاية تعريض القاصر( م. إ) للسرقة والضرب والجرح، حيث أنكر المنسوب إليه في حين اعترف المصرحان ( أ.ش) و (ح.ح) أنهما شاركا « أرطانا» في اعتراض سبيل القاصر ( م. إ) وتعريضه للسرقة باستعمال السلاح. ليصرح قاضي التحقيق بعد انتهاء التحقيق التفصيلي بمتابعة (م.ب) الملقب ب»أرطانة» من أجل جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة باستعمال السلاح والضرب والجرح عمدا بواسطة السلاح وإهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بعملهم والتهديد بواسطة السلاح طبقا للفصول 392/ 393/ 293/ 294/ 507/ 400/ 401/ 429 و263 من القانون الجنائي. وبعد إحالة المتهم على الغرفة الجنائية الابتدائية تمت إدانته ب 20 سنة سجنا نافذا، ليتم تخفيض العقوبة إلى 15 سنة في الغرفة الاستئنافية.