علم أن الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي تنظم فعالياتها من التاسع والعشرين من نونبر الجاري وإلى غاية السابع من دجنبر المقبل، ستسجل، ككل محطاتها الماضية، وقفة تكريمية مميزة تجاه اسم مغربي أعطى الشيء الكثير للسينما المغربية خاصة والدراما الوطنية عامة. فبعد تكريم كل من الفنانين سعيد التغماوتي، محمد بسطاوي والراحل محمد مجد وآخرين، في دوارت سابقة، تحمل الدورة الحالية لحظة تكريم سينمائية حميمية، لاشك أنها ستطبع مسيرة دورة هذا المهرجان ذي اللمسة العالمية، من خلال قيمة «عنوانها»، علمها «الدرامي » الكبير، مدرسة الابداع التجسيدي والتعبيري وتقمص الأدوار المركبة في مجموعة من المسلسلات والأفلام التلفزيونية و السينمائية الوطنية..، محمد خيي، الفنان الذي وقع على بتميز على العديد من الانتاجات الدرامية التي شارك فيها، وكانت وراء تتويجه في عدة مهرجانات وطنية ودولية.. لعل من أبرزها الفيلم السينمائى المغربي «سميرة في الضيعة» للمخرج لطيف لحلو ، الذي تقمص فيه، بشكل متألق، دور الشخص العاجز جنسيا وتمكن بواسطته من +أن يحصل على جائزة أحسن دور رجالي في دورة سابقة من مهرجان طنجة السينمائي (....) ، وهو الدور الذي برع في أدائه باحترافية عالية إلى درجة التماهي من خلال فتح ملف (طابو) العجز الجنسي في مجتمع رجولي بامتياز .. المكانة العالية التي يحتلها الآن الفنان محمد خيي في هرم ومشهد الدراما الوطنية، والتي جعلت الجهة المنظمة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش تلتفت إليه وتضعه في درجة التكريم المستحق في فعاليات 2013 ، انبنت على مسار فني حافل بتجارب درامية كثيرة، انطلقت ، بداية، مسرحيا - من خلال رواية محمد خيي في حوار سابق مع«الاتحاد الاشتراكي» - عبر المشاركة في الأنشطة المسرحية في مرحلة الدراسة الثانوية التي كانت تنظم بمناسبة الأعياد الوطنية، والمشاركة، والمشاركة ، أيضا، في أنشطة دار الشباب.. ليتم الانتقال و الالتحاق بعد ذلك، بمرحلة مسرح الهواة، لتكون سنة 1979 مرحلة الولوج إلى مسرح محمد الخامس بالرباط بعد اجتياز مباراة لأجل التكوين في فن الإلقاء والتعبير الجسدي وتاريخ المسرح، الذي سيختتم، ويتوج بمسرحية «الصعود إلى المنحدر الرمادي» لأستاذه عباس إبراهيم، ليكون بذلك المنطلق الفعلي نحو عالم الاحتراف بعد التخرج، والانطلاق، أيضا، نحو تقمص تجسيد أدوار متعددة ، مختلفة كشفت عن موهبة كبيرة صقلها التكوين المسرحي الرزين، فكان تارة رجل سلطة قوي ، وتارة زعيم عصابة، وتارة أخرى قائد قبيلة متسلط، وتارة أخرى دور العاجز جنسيا، وفي أخرى شخصا فظا حاد الطباع، وأحيانا شخصا بسيطا هادئا يكسب تعاطف جمهور المشاهدين، بل ربط في جميع مشاركاته المؤثرة علاقة ود حميمة مع المشاهد من خلال ما يترك من ردود أفعال وانطباع جيد حول الأداء والتقمص الذي يكون إلى درجة التماهي لا تكلف فيه ولا اصطناع ولا نمطية.. تشهد عليه حضور الوازن في الكثير من الأعمال السينمائية كما في «البحث عن زوج امراتي» لمحمد عبد الرحمان التازي، «مصير امرأة» لحكيم النوري، «عطش» لسعد الشرايبي، « جوهرة بنت الحبس» لسعد الشرايبي، « طرفاية باب البحر» لداود ولاد السيد، «ريح البحر» لعبد الحي العراقي، « علي بابا و40 حرامي» لبيير أكنين، « سميرة في الضيعة» للطيف لحلو، «طريق لعيالات» لفريدة بورقية، «عقاب» لهشام عين الحياة، «منذ الفجر» للجيلالي فرحاتي، « ولاد لبلاد» لمحمد اسماعيل، «منبع النساء» لرادو ميهالونوو، «أندرومان من دم وفحم» لعز العرب العلوي، «خارج التغطية» لنور الدين دوغنا ، و«زينب النفزاوية» لفريدة بورقية وكذا الأفلام القصيرة، نذكر منها «إزوران» لعز العرب العلوي، «انظر إلي» لعمر مولدويرة، «حلم ويقظة» لعلي الطاهري، «حياة قصيرة» لعادل الفاضلي و «اليد اليسرى» لفاضل اشويكة.. ومعظمها حصلت على تنويهات وتتويجات بالعديد من المهرجات و التظاهرات السينمائية الوطنية والدولية من قبيل أحسن ممثل بمهرجان بوروندي عن دوره المتألق في فيلم «أندرومان» لعز العرب العلوي ، ناهيك عن مشاركاته وحضوره اللافت في العشرات من الانتاجات الدرامية التلفزيونية..