محمد خيي بمدينة قلعة السراغنة في بداية الستينيات، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي الأوّلي لينتقل عام 1969 إلى العاصمة الرباط قصد إتمام دراسته الثانوية. وفي تلك الفترة، برزتْ موهبته في التمثيل، وكشف عن مواهب تمتلك القدرة على العطاء. بدأ مشواره الفنّي بالتحاقه بمدرسة عباس إبراهيم التي تخرج منها ممثلون أكفاء وقالوا كلمتهم في مجال التمثيل. في هذه المدرسة جسد خيي أدوارا متنوعة ومتعددة نالت إعجاب الجمهور والمتتبعين، وكانت لديه دائما الرغبة القوية في تعميق معارفه الفنية وصقل موهبته. وكان أوّل عمل مسرحي أظهر فيه كفاءاته هو مسرحية "الصعود إلى المنْحدر الرّمادي"، ومنذ ذلك الوقت، سلك طريقا فنيا متميّزا ونموذجيّا إلى أنْ دخل غمار الفنّ السابع بشريط "حبّ في الدارالبيضاء" للمخْرج عبد القادر لقطع. ومنذ ذلك الحين، فرض الفنان محمد خيّي وجوده على الشاشة الكبيرة، وأضحى المخرجون المغاربة يتهافتون على طاقته النادرة في مجال التشخيص. أحبّه الجمهور، واحترمه الإعلاميّون والنقاد لكفاءاته العالية وتواضعه الكبير... وشهد شاهد من المخرجين بأنّ منْ شيَمه الانْضباط والالتزام والصّدق في العمل ومُساندة الممثلين الشباب، وحبه اللاّمشروط للمسرح والسينما. اشتغل مع جل المخرجين المغاربة، وحصل على جائزة أحسن ممثل في شريط " سميرة في الضيْعة" للمخرج لطيف لحلو، خلال المهرجان الوطني للفيلم سنة 2007 داخل منافسة جدّ قوية. وفي سنة 2012، فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في شريط "أندرومانْ، دم وفحم"، للمخرج عز العرب العلوي بمهرجان بوروندي. كما شارك في أفلام أجنبية، نذكر من بينها "علي بابا وأربعون لصا"، للمخرج بيير أكنين، وفيلم "عيْن النّساء" للمخرج رادو ميهانو. ومشاركاته أيضا كثيرة ومتنوعة في الأشرطة والمُسلسلات التلفزيونية، حيث لعب في جلّها دور البطل، وكان في مستوى انتظار المشاهدين بقوة الأداء وقدرته الفائقة على تقمّص شخصيات جد متنوعة. وإلى جانب كلّ هذا، ساهم الرّجل في أفلام قصيرة لقيت نجاحا وإقبالا في المهرجانات المغربية والدولية، كشريط "حياة قصيرة" لعادل الفاضلي، وشريط "اليد اليسرى" لفاضل اشويكة، حيث تمكن من الحصول على جائزة أحسن دور رجالي في "مهرجان السينما المغاربية بمدينة وجدة عام 2011.