تميزت الدورة الأولى لمهرجان أوروبا - الشرق للفيلم الوثائقي بأصيلة ، المنظمة من طرف الجمعية المغربية للدراسات الاعلامية والأفلام الوثائقية من 23 الى 26 أكتوبر 2013 ، باصدار هذه الأخيرة لباكورة منشوراتها وهي عبارة عن كتاب من توقيع رئيس الجمعية الدكتور عبد الله أبو عوض بعنوان « مقدمة في صناعة الفيلم الوثائقي « (2013) . جاء في التقديم الذي خص به الصحافي وكاتب سيناريوهات الأفلام الوثائقية الأستاذ عبد الله الدامون هذا الاصدار الأول من منشورات الجمعية المدكورة ما يلي : « يقدم كتاب « مقدمة في صناعة الفيلم الوثائقي « رصدا دقيقا لنشوء وتطور هذا الفن السينمائي البالغ الأهمية ، والذي تحول من مجرد راصد للأحداث وشاهد على الواقع ، الى فن سينمائي كامل الأوصاف . فمن المحور الأول حول نشوء وسمات ومعايير الفيلم الوثائقي ، مرورا بالسيناريو وأشكاله ووظائفه ، ثم قواعد التصوير والمونتاج ، يقدم الكتاب الأصول المتراصة للفيلم الوثائقي بقواعده العامة ، وبدلك استحق أن يكون وثيقة سينمائية حقيقية وجب أن تتوفر بين أيدي كل دارسي وعشاق السينما عموما ، والفيلم الوثائقي خصوصا . لا يكتفي هدا الكتاب القيم برصد تاريخ ونشوء ومميزات الفيلم الوثائقي ، بل يقدم قراءة استقرائية متينة لتفاصيل دقيقة لهذا الفن السينمائي الذي ظل يتربع على هرم الفن السابع لأنه يجمع ما تفرق في غيره . كتاب « مقدمة في صناعة الفيلم الوثائقي « هو ادن الهدية الأجمل في مهرجان « أوربا الشرق للفيلم الوثائقي « ، في نسخته الأولى في أصيلة « . وفي الصفحة 14 من مقدمة الكتاب كتب مؤلفه ما يلي : « جاء هذا الكتاب كدراسة علمية تضع الخطوط العريضة في معرفة المقومات الأولى والمرتكزات الأساسية في خوض غمار الأفلام الوثائقية ، بالنسبة للمهتمين بعالم السينما ، وللباحثين الأكاديميين المهتمين بصناعة الصورة . اعتمدت في تقسيمه بما يتوافق والخطوات المنهجية ، من خلال الوقوف على الأسس العامة المرتبطة بمفهوم الفيلم الوثائقي ، ثم الانتقال الى معرفة القواعد الكبرى في التعامل مع الصورة السينمائية الوثائقية ، من حيث محور السيناريو وأشكاله ، واللقطة وأنواعها ، والمونتاج ومتعلقاته ، والتعليق وضوابطه ، والمقابلة وفنياتها ، وفن الكتابة للصورة ... وغيرها من المحاور الفرعية التي تساهم في تشجيع المعنيين ايجابا لولوج عالم تصوير الواقع أو نقله أو معالجته بممارسة خلاقة . « . تجدر الاشارة الى أن هذا الكتاب السينمائي المغربي الجديد ، 159 صفحة من الحجم المتوسط ، قد تم الاحتفاء به صباح الجمعة 25 أكتوبر 2013 بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية ، في اطار فعاليات اليوم الثالث من أيام مهرجان أوربا الشرق للفيلم الوثائقي بأصيلة ، بحضور ثلة من السينمائيين والمثقفين والفنانين والصحافيين والنقاد والطلبة والمهتمين عموما ، وقبل توقيع المؤلف لنسخ منه قدم الباحث السينمائي الدكتور حميد العيدوني شهادة في حق الكتاب وصاحبه معتبرا هذا الاصدار الجديد بمثابة ثمرة من ثمرات مسلك الدراسات السينمائية (ماستر الفيلم الوثائقي ) بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ، وهو المسلك الذي يعتبر الدكتور عبد الله أبو عوض من المساهمين الأساسيين في تأطير طلبته الى جانب مؤطرين آخرين كالمبدع الجيلالي فرحاتي والمنتج جمال السويسي وغيرهما ، فالمؤلف حاول من خلال هذا الكتاب التوفيق بين عالم السينما والعالم الأكاديمي ، وما أحوجنا الى مثل هذا التوفيق .