رسم فريق الرجاء البيضاوي صورة مشرفة، وهو يواجه الجيش الملكي لحساب الجولة السادسة، ومن خلال الانتشار الجيد للعناصر الرجاوية فوق رقعة الملعب يتأكد أن الفريق الأخضر وجد توازنه المفقود مع انطلاق الموسم الكروي الجاري، بل بدت بوادر فريق قوي تلوح فوق سماء الدوري الاحترافي بما يوازي حجم الرجاء البطل . ومن المفارقات التي ميزت لقاء الكلاسيكو بين الرجاء والجيش هي أن المدرب رشيد الطاوسي غادر الفريق العسكري الموسم الماضي مباشرة بعد الهزيمة أمام الرجاء في نهائي كأس العرش، ودشن عودته للجيش بهزيمة أمام نفس الفريق، وهو الذي كان يمني النفس بصنع الايجابي خلال محطة الكلاسيكو التي تابعها جمهور غفير، وتميزت بتنظيم محكم، وقادها الحكم بولحواجب باقتدار . مع انطلاق الجولة الأولى بادر العسكريون إلى الاندفاع، ونجحوا في تهديد مرمى الحارس خالد العسكري، لكن سرعان ما تدارك الرجاويون الموقف، وفرضوا أسلوبهم ،ونزلوا بكل ثقلهم، وصنعوا العديد من فرص التهديف التي كانت تفتقد للنجاعة الكافية، حيث وصل مهاجمو الرجاء الى هزم الحارس الزنيتي الذي تعذر عليه إتمام المباراة بسبب الاصابة في أكثر من مناسبة، لكن الحظ لم يحالفهم ،لينتهي الشوط الأول على إيقاع البياض . دقيقتان على انطلاق الجولة الثانية (د47) نجح اللاعب عصام الراقي في توقيع هدف السبق بقذفة مركزة، وبذكاء كبير، وهو الهدف الذي حرر لاعبي الرجاء من بعض الضغوطات، وجعلهم يلعبون باطمئنان، ويفكرون في الحفاظ على الامتياز المسجل بتحصين الدفاع، والاعتماد على الهجومات السريعة التي غالبا ما كانت تشكل خطورة واضحة على مرمى الحارس لكروني. ولعل التراجع النسبي للعناصر الرجاوية دفع بمهاجمي الفريق العسكري إلى البحث عن تعديل الكفة بكل جدية عن طريق البناء الهجومي من الرواقين، لكن يقظة المدافعين، وسرعة بديهة الحارس، عاملان فوتا على الجيش معانقة مرمى الرجاء. المدرب امحمد فاخر أكد في تصريح له أن المباراة تميزت بالندية، وكانت في جل أطوارها حارقة، واعتبر الفوز على فريق قوي اسمه الجيش مؤشرا على أن الرجاء وجدت توازنها وستفرض حضورها خلال القادم من الدورات، لكنه أبدى أسفه على غياب النجاعة، والعجز خط هجوم فريقه عن ترجمة الفرص إلى أهداف، واعترف بالفرديات التي يتميز بها لاعبو الفريق العسكري، مؤكدا أن هذا الفريق خلق للرجاء العديد من المتاعب، وشدد فاخر على أن فريقه لم يعد مسموحا له بتضييع نقط الفوز بالميدان. للاشارة، فالمباراة طبعتها أجواء رياضية، وأفرزت منتوجا كرويا رائعا يليق بقيمة الطرفين البطل والوصيف، لكن تخلف المدرب الطاوسي عن اللقاء الصحفي الذي يعقب المباريات طرح أكثر من علامة استفهام، خصوصا والدوري احترافي كما يسمونه .