تمكن فريق من الباحثين المغاربة بالمدرسة الوطنية للصناعة المعدنية، من تطوير برنامج معلوماتي خاص بتحسين القدرات التعلمية للأشخاص الصم وتسهيل ولوجهم إلى المعرفة والمعلومة خاصة عبر الترجمة إلى لغة الإشارة. ويهدف هذا البرنامج، الذي جرى تقديمه أمس الخميس بالرباط في افتتاح يوم دراسي حول التكنولوجيات المساعدة للأشخاص الصم، نظمه مركز المواطنة والتربية الدامجة عبر العلوم والتكنولوجيا بشراكة مع وزارة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية، إلى تيسير اكتساب المعرفة وتعزيز القدرات الإدراكية والتواصلية لفئة الأشخاص الصم. وقال عبد الهادي سودي، رئيس الفريق البحثي الذي طور هذا المشروع، إن هذا البرنامج المعلوماتي يتيح للصم ترجمة الكلمات العربية إلى لغة الإشارة، وتطوير مداركهم عبر حزمة من البرمجيات التفاعلية والتطبيقات، إضافة إلى ألعاب وتمارين خاصة بالأطفال الذي يعانون من هذه الإعاقة، تهدف إلى تنمية وصقل معارفهم الفتية. وأبرز أن الفريق يسعى بتعاون مع باحثين أجانب إلى تطوير الجانب التفاعلي في البرنامج بصفة أكبر خلال سنة من الآن للوصول إلى اختراع مجسم افتراضي ثلاثي الأبعاد يقوم بالترجمة الفورية للكلمات المنطوقة إلى لغة الإشارة دون حاجة إلى الإنسان. وأشار السيد سودي، من جهة أخرى، إلى أن البرنامج لقي نجاحا وقبولا كبيرين لدى أطفال إحدى المؤسسات التعليمية التي تعنى بهذه الفئة بمراكش، الذين أبدوا تجاوبا قويا مع البرنامج وعبروا عن سعادتهم للآفاق الجديدة الذي فتحها أمامهم. من جهتها، أكدت بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية أن من شأن هذا البرنامج تمكين الأشخاص الصم من تجاوز كل المعيقات التواصلية لدى هذه الفئة والتي تحول دون تمتعهم بحياة عادية، إضافة إلى تيسير اندماجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وأشارت الحقاوي إلى النقص المسجل في مجال توفير التعليم لهذه الفئة من الأشخاص في وضعية إعاقة، « حيث أن 85 في المائة من الأطفال الصم لا يتمدرسون، وما يزيد عن 87 في المائة من الأشخاص الصم لا يتوفر لهم ولوج للخدمات المتخصصة التي يحتاجون إليها»، مبرزة أهمية مثل هذه المشاريع العلمية في تغيير وضعية هذه الفئة إلى الأفضل وتعزيز اندماجهم في الحياة العامة. من جانبه، أشاد عبد القادر عمارة وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، في كلمة تليت بالنيابة عنه، بالفريق العلمي للمدرسة الوطنية للصناعة المعدنية وسائر من أسهم في تطوير هذا البرنامج المعلوماتي الكفيل ب»تسهيل إدماج الأشخاص الصم في الحياة المدرسية والاجتماعية». واعتبر الوزير أن مثل هذه المبادرات والمشاريع العلمية الموجهة لهذه الفئة تعزز مبدأ تكافؤ الفرص والحق في المشاركة في الحياة العامة وتستدعي بذلك تكاثف الجهود من أجل إنجاحها ودعمها. من جهتها، قالت السيدة دانا منسوري, مديرة الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي فرع المغرب إن هذا المشروع المعلوماتي يدخل في إطار مقاربة شاملة وعالمية تروم حل المشاكل السوسيو-اقتصادية والاجتماعية لهذه الفئة وتمكينها من ولوج أفضل للخدمات الصحية والتعليمية غيرها. وترعى الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي المشروع العلمي الخاص بتسهيل ولوج الأشخاص الصم إلى المعرفة والمعلومة عبر الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والمؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم. وسيتم لاحقا خلال هذا اليوم الدراسي، الذي ينظم بمقر المدرسة الوطنية للصناعة المعدنية، تقديم عروض علمية حول «الإعاقة السمعية في المغرب.. الواقع والآفاق»، و»أثر البحث العلمي في مجال لغة الإشارة الإنجليزية على الأشخاص الصم في إنجلترا»، و»تجربة المملكة العربية السعودية في استعمال لغة الإشارة».