يبدو أن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجديدة قد توصل إلى ما ظل المجتمع المغربي بكل مكوناته يبحث عنه دون جدوى مند الاستقلال، واستغل بما يكفي تجربته السابقة كمدير لأكاديمية الجهة الشرقية حيث بقايا مناجم جرادة، فأدرك أن مفتاح حل أزمة منظومة التربية لا علاقة له بالمناهج ولا بالبرامج ولا بالتكوين، ولا يوجد إطلاقا حسب سيادته هناك حيث يظن التربويون وهو بعيد عن تصور الساسة، ولا يمكن مقاربته بتشخيص المجلس الأعلى للتعليم ولا بتقارير المنظمات المهتمة، ويأتي بعد الخطاب الملكي يوم عشرين غشت الماضي ليقول المدير: إن النهوض بالقضية الوطنية الثانية يقتضي إنجاز صفقات لتزويد المؤسسات التعليمية بوسائل التدفئة، أكاديمية دكالة - عبدة التي يمتد مجالها الترابي ليشمل أربعة أقاليم معروفة بمناخها المعتدل جدا، تضع هذا الموضوع كأولوية وتضرب عرض الحائط بكل الحاجيات الملحة الأخرى حيث تفتقد العديد من حجرات الدرس بها إلى السبورة الخشبية ومقاعد وطباشير، بينما يصبح الحديث عن الماء والكهرباء والمرافق الصحية صراخ مبذرين لا يعرفون كيف يجب صرف المال العام لجلب «حرارة» تبعث الدفء في الأرصدة استعدادا ليوم بات قريبا جدا، السيد المدير المقبل على التقاعد أطلق صفقة على الموقع الإلكتروني للصفقات العمومية و نشر إعلانا بجرائد وطنية لتزويد المؤسسات بمدفئات تعتمد الفحم، و عقد الجلسة الأولى لفتح الأظرفة، حيث لم يشارك في المناقصة سوى متباريين اثنين، واعتمد في تخصيص الغلاف المالي اللازم على تحويل اعتمادات بملايين الدراهم، بعد أن رفض المجلس الإداري مسايرة رغبة المدير، وبالرغم من انعدام التعبير عن الحاجة من طرف النيابات الإقليمية، واقع نضعه على طاولة وزير التربية الوطنية والتكوين المهني ليس لإبداء الرأي بل لاتخاذ القرار .