لم يكن سكان قيادة أحلاف التابعة لإقليم بنسليمان يتوقعون أن تهتز مشاعرهم و تنتهك حرمات أمواتهم في ظل الأجواء الدينية الفضيلة عند الله التي يعيشونها هاته الأيام ، والمتمثلة في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك و تأدية المسلمين لمناسك الحج، حيث أقدم مؤخرا محام بهيأة الدارالبيضاء ( كان مسؤولا سابقا بقطاع العدل قبل ولوجه مهنة المحاماة) على حرث جزء مهم من المقبرة المجاورة لأرضه بواسطة جرار و المسماة «مقبرة سيدي عبد العزيز» بدوار الزاوية، بمحاذاة الطريق الجهوية رقم 102 الرابطة بين الدارالبيضاء و الكارة عند النقطة الكيلومترية 3 في اتجاه العاصمة الاقتصادية، مما أدى إلى إتلاف معالم القبور التي يزيد عددها عن 200 قبر، وتم استخراج رفات و عظام الأموات، و نقل أحجار القبور إلى مسكنه المتواجد بالمنطقة ، حسب ما صرح به بعض المتضررين من هذه العملية. و فور علمهم بهذا الفعل الذي لا يمت إلى تعاليم ديننا الحنيف يأية صلة و يعاقب عليه القانون، التحق ما يزيد عن150 شخصا من السكان نساء و رجالا و أطفالا بالمقبرة يوم الأحد 13 أكتوبر الجاري، و وقفوا في عين المكان على الانتهاك الصارخ لقبور موتاهم و التي تم إتلافها و نبشها في منظر محزن لدرجة لم يعد معها التعرف على قبور الأجداد و الأهل و الأحباب، و أصبح معها مرتادو المقبرة محرومين من زيارة موتاهم بعد أن تم تخريب القبور، مما خلف استنكارا و تذمرا وسخطا كبيرا في أوساط الساكنة التي نظمت وقفة احتجاجية بالمقبرة و تم إخبار السلطات المحلية و الدرك الملكي بالموضوع، حيث انتقل المسؤولون و رئيس المركز القضائي للدرك الملكي ببنسليمان إلى المقبرة من أجل البحث و التحري في جريمة انتهاك حرمات الموتى. و بعد معاينة عملية الحرث و التأكد من إتلاف المعالم الحقيقية لها تم اعتقال المحامي و سائق الجرار و وضعهما تحت الحراسة النظرية حيث أنجز محضر في الموضوع بعد الاستماع إليهما و الاستماع كذلك إلى الشهود من ساكنة المنطقة و تم تقديمهما صباح يوم الثلاثاء 15 أكتوبر أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية ببنسليمان. و قد شوهد العديد من الأهل و الأقارب الذين يدفنون أمواتهم بالمقبرة المذكورة و هم يتوافدون في نفس اليوم على المحكمة الابتدائية المذكورة من منطقة المذاكرة و أحلاف و من المدن المجاورة لمتابعة أطوار هذه المحاكمة، حيث استمع وكيل الملك بالمحكمة المشار إليها طيلة يوم كامل إلى المتهمين (المحامي وسائق الجرار) و ابن المحامي المتابعين في هذه القضية و كذا إلى مجموعة من السكان المتضررين و الذين يعتبرون كشهود على الانتهاك الذي تعرضت له مقبرة «سيدي عبد العزيز». و قد علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن الملف مازال مفتوحا و يبقى مرشحا إلى أن يعرف تطورات جديدة ، خصوصا و أن هذا الحادث عرف سخطا و غليانا عارما في أوساط السكان الذين ، حسب مصادر من عين المكان، التحقوا في اليوم الثاني من عيد الأضحى بالمقبرة السالفة الذكر و أقاموا الخيام حولها و تناولوا وجبة الغداء بشكل جماعي للتعبير عن احتجاجهم عما تعرضت له حرمات أمواتهم من انتهاك صارخ من طرف المحامي الذي من المفروض أن يكون هو أول من يدافع عن حرمة المقبرة عوض خرق القانون و تخريبها و إتلاف معالم قبور المسلمين.