بتعادل فريق الجيش الملكي، على أرضية ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله بالرباط، أمام فريق أولمبيك خريبكة، برسم الجولة الخامسة من البطولة الاحترافية، يكون فريق الجيش الملكي قد كرس فشله في تحقيق الانتصار في عقر الدار، ويبقى نصيبه من العلامة الكاملة في فرصة واحدة، وكانت بملعب المسيرة عندما حل ضيفا على أولمبيك آسفي. العجز عن تحقيق الانتصار الثاني، جعله يتعرض لانتقادات كثيرة من طرف الأنصار، الذين يطالبون الفريق العسكري بتغيير صورته الباهثة، ولم يجدوا إلا لافتة كتبوا عليها: «حاربوا في الميدان كما يحارب ليزانديان»، وهذا يعني بأن الفريق العسكري يخوض مبارياته بدون روح، الشيء الذي جعله ندا سهل التجاوز سواء تحت قيادة مدربه السابق جواد الميلاني أو مدربه الحالي سعد دحان. الفريق العسكري، وهو يواجه أولمبيك خريبكة، دخل بنفسية مهزوزة، وضغط نفسي رهيب، وهذا ماجعله يفتقد إلى التركيز، ولايقدر على نهج لعب هجومي صريح، خاصة وأن المهاجم عبد السلام بنجلون بقي وفيا لطريقة لعبه التي تعتمد على النوم، وكانت هذه المرة في منطقة دفاع فريق «أولاد عبدون»، وقد كان بنجلون عديم الفعالية خاصة وأنه كان يجد نفسه محاطا بأكثر من مهاجم، الشيء الذي جعله غير قادر على التهديد أو المناورة. ولكي يزداد الهجوم العسكري ضعفا، كان وسط الميدان غير قادر على لعب دوره المحوري، وكان اللاعب عقال يجهد نفسه فقط، الشيء الذي أفقده طراوته البدنية، خاصة وأن السند كان غير موجود. هذا العامل استغله المدرب فؤاد الصحابي جيدا، حيث ملأ وسط الميدان وزاد من شلل هجوم العسكريين. وحتى يسهل الفريق العسكري مهمة فريق «أولاد عبدون» جاراه في لعبه، وبذلك أصبح يلعب بإيقاع فريق أولمبيك خريبكة، الذي كان يلعب باقتصاد كبير نظرا لتقارب خطوطه، وبناء الهجوم من الخلف، كما كان يعتمد في كثير من الفترات على المرتدات السريعة، والتي ميزت لعبه خلال الشوط الثاني، الذي كان فيه فريق أولمبيك خريبكة أكثر رغبة في الوصول إلى شباك الحارس لكروني، بديل الحارس الزنيتي، الذي أصيب في الشوط الأول. ولو لعب فريق أولمبيك خريبكة بطريقة هجومية واضحة، لكان خلق الكثير من المتاعب لدفاع الفريق العسكري، الذي كان عليه أن يتدخل في أكثر من محاولة لإبعاد خطر المهاجم «ضيوف مكنان»، الذي اعتمد عليه فؤاد الصحابي في الشوط الثاني. مقابل ذلك اعتمد دحان على بلال بيات، الذي خاض أولى مبارياته، لكن الهجوم بقي بدون فعالية، وحتى تكبر مشاكل دحان، طرد الحكم مصطفى عريش اللاعب البديل الزرزوري، ولحسن حظ الفريق العسكري أن ذلك جاء قبل دقائق قليلة على نهاية المباراة، وليحصد الفريق العسكري تعادلا ثانيا ينضاف إلى هزيمتين وانتصار، وليعد في حصالته خمس نقط، وهي نقط جعلته في وضعية زادت من قلق الأنصار. تصريحان سعد دحان، مدرب فريق الجيش الملكي: «اللاعبون يعانون من ضغط نفسي قوي، وهذا ماجعلهم يهدرون الكثير من الفرص. مايزيد من مشاكل فريق الجيش الملكي كونه يعاني من الغيابات والاصابات، كما أننا لازلنا نبحث عن الانسجام.» فؤاد الصحابي، مدرب فريق أولمبيك خريبكة: «ونحن نخوض هذه المباراة، كنا نستحضر بأننا نواجه فريقا كبيرا. لقد اعتمدت على نهج دفاعي، وعلى حراسة لصيقة لكل من بنجلون وعقال. نتيجة المباراة هي إيجابية، ونقطة اليوم ستجعلنا نقفز إلى مرتبة متقدمة.».