لم يترك الملياردير أنس الصفريوي مناسبة المناظرة الدولية للمدن والحكومات المحلية تمر بالرباط، دون أن يغتنمها فرصة لتعزيز مخططه التوسعي في القارة الإفريقية. فقد عمد رجل الأعمال المغربي أول أمس إلى توقيع صفقة مع حكومة الكونغو برازافيل في شخص وزيرها في التجهيز وإعداد التراب، جون جاك بويا، تقضي بإنشاء مجموعة الضحى ل 640 وحدة في قطاع السكن الاقتصادي . صفقة الكونغو ، وإن كانت تبدو صغيرة بالنظر الى القدرة الانتاجية للمجموعة المغربية التي تناهز ال100 وحدة يوميا، تعد مع ذلك حلقة هامة في مخطط توسعي شمولي يتطلع رجل الأعمال المغربي إلى الاسراع ببلورته خلال السنتين القادمتين، ويضم المخطط 10 دول إفريقية ستمتد إليها إمبراطورية الصفريوي ، على مستوى قطبين متوازيين : قطب الاسمنت بشركته «إسمنت إفريقيا» وقطب البناء والسكن ب «مجموعة الضحى» ، حيث نجح حتى الآن في غزو 6 من هذه الدول عبر إنشاء 6 مصانع للإسمنت ، بعضها اكتمل وبعضها في طور الانجاز، بكل من الكوت ديفوار ، غينا ، الكامرون، بوركينا فاصو، الغابون ، و آخرها يتفاوض بشأنه مع الكونغو برازافيل ، ويتعلق الأمر بمصانع تنتج 500 ألف طن من الإسمنت سنويا قابلة لمضاعفة الانتاج إذا ما تطلب الأمر ذلك، أي أنه بالإمكان أن تصل قدرتها الانتاجية مجتمعة 6 ملايين طن من الاسمنت سنويا، وهو الاستثمار الذي هيأ له الصفريوي غلافا إجماليا يناهز 180 مليون أورو ، ومن المرتقب أن تكتمل آخر هذه المصانع في نهاية 2014 . مصانع الصفريوي في هذه الدول الافريقية سيذهب جزء كبير من إنتاجها لتزويد مجموعة الضحى بالإسمنت لإنجاز المشاريع السكنية التي تعاقدت بشأنها مع حكومات هذه الدول ويتعلق الأمر بكل من 2600 وحدةبالكوت ديفوار و 2000 وحدة بغينيا 1500 وحدة بالكامرون و 1500 وحدة ببوركينا فاصو ومثلها بالغابون و 640 بالكونغو التي وقعت صفقتها أول أمس أمام الوزير المغربي نبيل بنعبد الله. من جهة اخرى كشفت مصادرنا أن الصفريوي يتطلع أيضا في إطار هذا المخطط التوسعي إلى غزو 4 بلدان إفريقية أخرى هي النيجر وأنغولا والكونغو كينشاسا ومالي التي تأجلت مفاوضاتها بسبب الأحداث التي شهدتها في العام الماضي. واعتبرت مصادرنا أن توسع الصفريوي في القارة السمراء سيكون مصاحبا بالمؤسسات المالية المغربية و يتعلق الأمر أساسا بالتجاري وفابنك والبنك المغربي للتجارة الخارجية والبنك الشعبي كما أن الربح الذي يتوقع دخوله على شكل عملة صعبة سيكون مزدوجا من خلال تصدير المادة الأولية لصناعة الاسمنت من المغرب وثانيها من خلال بيع الوحدات السكنية في الدول التي سيشملها التوسع.