ما معنى أن نصادف مطرحا عشوائيا للنفايات، لا تفصله عن مؤسسة تربوية سوى أمتار قليلة، من دون أن تتدخل أية جهة لوضع حد لهذه الأزمة البيئية الخطيرة، الى درجة أن المطرح أصبح يعطي الانطباع أنه مرخص له؟ سؤال يطرحه كل من يمر أمام مدرسة القدس الابتدائية بحي المسيرة. و يشتكي عدد من آباء وأولياء التلاميذ من وجود هذا المطرح العشوائي، خاصة، وأن الأخير يقع في طريق عدد كبير من الصغار، الذين يترددون على المدرسة ستة أيام في الأسبوع، وبالتالي على أقدامهم الصغيرة أن تعبر واحدا من أبشع مطارح النفايات العشوائية لعشرات المرات اسبوعيا، الشيء الذي يستدعي، بحسب الآباء، تدخلا فوريا للقيام بالواجب، من أجل وضع حد لهذا المطرح، الذي من المخزي أن يتواجد بجانب مؤسسة يُنتظر منها تربية وتكوين أجيال الغد. ويستنكر عدد من الأهالي أن يتواجد هذا المطرح في طريق فلذات أكبادهم، ما يجعلهم يمرون بما وصفوه ب«كل هذه النتانة والوحل والحشرات»، في محيط مؤسسة لتربية الصغار على قيم الجمال والنظافة وحب الوطن... محيط من المفترض أن يتحول الى حديقة على اعتبار أنه محيط لمؤسسة تربوية. وبإلقاء نظرة على المطرح المذكور، نجد أنه يضم مختلف النفايات المنزلية والأحجار والأتربة وبقايا مواد البناء، الى جانب بعض الحيوانات من كلاب وحمير وبغال تُعقل بالمكان، والتي يبدو أن المطرح قد أثر على صحتها (من دون أن نتحدث عن الانسان طبعا)، حتى فوجئ السكان، في الأيام القليلة الماضية، بجثة حمار نَفق بالمطرح، فكانت محجا لجحافل الذباب. وتزداد خطورة الوضع، بكون المطرح يساهم في انبعاث الروائح الكريهة مع انتشار الحشرات، ما يجعل منه حقلا خصبا لتكاثر الميكروبات، ناهيك عن تحوله الى مستنقع من الوحل عند هطول الأمطار، وذلك ما سيؤثر حتما على صحة تلاميذ مدرسة القدس وطاقمها التربوي والإداري ، وعلى الساكنة بشكل عام.