فوجىء الآلاف من ركاب / زبناء طرامواي الدارالبيضاء، صباح أمس الأربعاء 2 أكتوبر 2013 ، بإضراب عدد كبير من العاملين به، مما خلق حالة ارتباك استثنائية وتسبب في تأخير عدد من المواطنين عن الوصول إلى مقرات عملهم أو دراساتهم في الوقت المحدد . فمن أصل 30 ناقلة طرامواي لم يتم العمل إلا ب 15 ناقلة، مما جعل المحطات المنتشرة على طول مسار الطرامواي تعيش ازدحاما غير مسبوق. وقد تعرض بعض العاملين ممن لم يضربوا عن العمل إلى «مضايقات» كما صرح بعضهم بذلك ، من طرف بعض زملائهم المضربين، وهذه الوضعية ضاعفت من مجهودات رجال الأمن الذين يقومون بتأمين الركاب داخل الطرامواي، إذ أصبح عليهم أيضا حماية السائقين وغيرهم من المستخدمين غير المضربين تفاديا للأسوأ ! يوسف الضريس المدير العام لشركة «كازا طرامواي» صرح للجريدة ، بأن إدارته تفاجأت بهذا الإضراب، مثلها مثل المواطنين / الركاب ، مضيفا أن العاملين كانت لهم مطالب تعلمها الادارة، منها أساساً الزيادة في الأجور والاستفادة من بعض المنح، كمنحة العيد ومنحة العطلة، وقد تم إخبارهم بأن باب الحوار مفتوح لتلبية المطالب التي من الممكن تحقيقها على المدى القريب، مؤكداً أن جميع العاملين، وكما يعلم بذلك المسؤولون بالمدينة وساكنتها، على دراية بأن الطرامواي يعرف عجزاً سنوياً يصل إلى أكثر من 15 مليارا، كما أثبتت ذلك الدراسات المنجزة قبل خروج الطرامواي إلى حيز العمل في 12 دجنبر 2012، وهذا العجز ستسده الدولة كدعم منها لقطاع النقل بالعاصمة الاقتصادية، حتى لا ترتفع أثمنة تذاكر الركوب التي حددت في ستة دراهم، كما أن مشروع «الطرامواي» لم يُتمم سنة من انطلاقه، وبالتالي مازالت الوضعية المالية غير واضحة، خصوصاً إذا علمنا أن مستوى العجز المالي إلى حدود شهر شتنبر، قد بلغ 14 ملياراً، مبرزاً أن العاملين بطرامواي البيضاء يتقاضون أجوراً أعلى من العاملين بطرامواي الرباط، الذي انطلق منذ ثلاث سنوات، إذ يصل أجر السائق، مثلا ، بالعاصمة الاقتصادية إلى 5000 درهم. هذا وكان عمال الطرامواي قد أعلنوا عن إضراب لمدة 48 ساعة، وذلك في أفق تلبية مطالبهم المحددة في « تحسين الأجور ، التعويضات عن الأخطار المهنية ، تحديد ساعات العمل بالنسبة للسائقين ، عدم سحب رخصة السياقة B في حالة وقوع حادثة للسير...»، وقد صرح للجريدة بعض المضربين بأن« العمال يعانون من التعسفات في ظل انعدام قانون داخلي ، وأيضا من التمييز والمحسوبية » ، متهمين الإدارة ب« إغلاق باب الحوار بعد تأسيس مكتبنا النقابي»، مشيرين إلى أن «الإدارة تغامر بالاعتماد على سائقين لا تجربة لهم لتأمين الرحلات خلال هذا الاضراب»، «علما، يضيف هؤلاء المضربون ، بأن 11 قاطرة فقط هي التي تحركت في اليوم الأول من الإضراب» .