أصيبت الأوساط الجزائرية والتابعة لها من انفصاليي البوليساريو، بخيبة أمل بعد التقرير الصحفي الذي أعدته الجريدة الأمريكيةنيويورك تايمز حول مستقبل الدول العربية والتي ستعرف انقسامات جديدة، حيث صنف التقرير المغرب ضمن الدول المستقرة والتي لن تعرف أي انقسام. وعبرت عدد من الصحف الجزائرية خاصة المعروفة بارتباطاتها بالسلطة عن هذا الموقف حيث تحسرت جريدة الخبر لأن» الخريطة الجديدة لم تتحدث عن استقلال الصحراء الغربية وانفصالها الكامل عن المغرب، « وادعت الصحيفة أن ثلث الأراضي محررة والثلث متنازع حوله» وهي نفس الفقرة بالحرف التي وردت في مقال لجريدة النهار الجزائرية عدد أمس، مما يعني أن نفس المصدر يوزع الأسف الجزائري لأن المغرب مستقل وأن لا دولة في الأفق بالنسبة للبوليساريو. وكانت جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نشرت نقلا عن مركز دراسات تابع لها، ما أسمته خريطة جديدة للعالم العربي يتم خلالها تقسيم خمس دول عربية إلى 14 دويلة، ويتعلق الأمر بكل من ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وحتى السعودية، بينما لا تشمل الأزمة دولا أخرى مثل المغرب ومصر والسودان والإمارات والجزائر. وتشبه هذه الخريطة اتفاقية «سايكس بيكو» التي قسم بها الفرنسيون والبريطانيون العالم العربي في 1916 إلى عدة دول. رغم أن اتفاقية «سايكس بيكو» التي تم الاتفاق عليها خلال الحرب العالمية الأولى (1914 1918) تم تنفيذها على يد أكبر قوتين عسكريتين آنذاك، إلا أن الخريطة الجديدة التي قدمتها الصحيفة الأمريكية تفترض أن العرب أنفسهم من سيشرف على التقسيم الذي سيكون نتاج «الربيع العربي» الذي أدخل عدة دول في حرب أهلية أو أزمات سياسية بسبب عدم الاتفاق حول حكامها الجدد، وهشاشة مؤسساتهم المنتخبة. وقسمت الخريطة ليبيا إلى ثلاث دويلات، كانت تاريخيا مناطق خاضعة لسيطرة كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا. وهذه الدويلات هي طرابلس في الشمال الغربي، وبنغازي في الشرق، وفزان في الجنوب، والتي تسكنها قبائل موالية للعقيد القذافي، على غرار قبيلة القذاذفة في سبها. أما سوريا، فقسمت إلى ثلاث دول هي الأخرى، دولة علوية على الساحل بقيادة بشار الأسد، ودولة سنّية في معظم المناطق الوسطى والجنوبية والشرقية، ودويلة كردية في الشمال مع الحدود مع تركيا متحدة مع إقليم كردستان في العراق، الذي قسم أيضا إلى دويلة سنية في الوسط والغرب، ودويلة شيعية في الجنوب. أما اليمن، فمرشح أن ينفصل مجددا إلى دويلتين: يمن جنوبي عاصمته عدن، ويمن شمالي عاصمته صنعاء. لكن الغريب أن السعودية التي تبدو أكثر الدول العربية استقرارا مرشحة، حسب نيويورك تايمز، للانشطار إلى خمس دويلات على أساس مذهبي وقبلي، منطقة يسودها المذهب الوهابي في الوسط حيث توجد العاصمة الرياض، وأخرى في المناطق المقدسة في مكة والمدينة وجدة، وثالثة في الشرق حيث ينتشر الشيعة، وهي منطقة غنية بالنفط، إلى جانب دويلة في الشمال لها امتداد قبلي مع عشائر عربية في الأردن والعراق، ودويلة في الجنوب.