احتج منتج الفيلم الوثائقي المشهور «أمودو» الذي يعني بالأمازيغية «السفر» على دفتر التحملات التي أخرجته وزارة الإتصال إلى حيزالوجود، لكون هذا البرنامج لم يعد له مكان داخل طلب عروض التلفزة المغربية الذي يفرض أقل الأثمان بذريعة تكافؤالفرص بين الشركات، وهذا ما سيضرب بتجربة 13سنة من الإستغوار والإكتشاف والتعريف بمناطق المغرب عرض الحائط علما أن تلك المناطق لا تصل إليها آلات التصوير إلا بشق الأنفس كالمغارات والكهوف والصحاري... وانتقد منتج «أمودو» الحسين فوزي في ندوة صحفية عُقدت يوم الخميس الماضي، على هامش مهرجان «إسني وورغ» للفيلم الأمازيغي بأكَادير، دفاترالتحملات الجديدة لوزارة الإتصال لكونها ستقضي على هذا البرنامج التلفزي الوثائقي نهائيا مع العلم أنه أنتج إلى حد الآن 30 حلقة وثائقية حول مناطق المغرب وصور حيواناتها ونباتاتها وتاريخها ومغاراتها وكهوفها فضلا عن تصوير حلقات حول مناطق بالصحراء المغربية الجنوبية حتى أصبح البرنامج مرجعا تاريخيا وجغرافيا للطلبة والباحثين ولكل من أراد البحث بمنطقة معينة. وأضاف أن برنامج «أمودو» وبفضل حلقة «تاگموت» حول بلدة طاطا حازت التفزة المغربية على جائزة ذهبية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، كما صارالبرنامج يحوز سنويا على عدة جوائز منذ 2002، وأكثر من ذلك قدمت له قناة «الجزيرة» عروضا مغرية للعمل لصالحها على الصعيد الإفريقي، وذلك مقابل عدم إنتاج سلسلة «أمودو» للتلفزة المغربية لكن، يقول المنتج، «رفضنا وفضلنا العمل لصالح تلفزتنا». «كان أملنا كبيرا في المساهمة في تطويرالإعلام الوطني ووضعه في مصاف الدول المتقدمة في مجال البرامج الوثائقية»، لكن للأسف، يقول فوزي، «لما خرجت دفاترالتحملات لم يهدأ لنا بال لأنها لم تراع ظروف اشتغالنا والإمكانيات الضخمة التي رصدناها لتصوير وإنتاج الحلقات خاصة أننا اقتنينا مؤخرا كاميرات الشبح وكاميرات الحيوانات الليلية والتصويرالجوي والتصوير تحت الماء وآلات الصوت المتطورة»... و«كل ذلك، يضيف، لن تكن له فائدة الآن بل قد يباع بالمزاد العلني لتسديد ديون الأبناك». والسبب في ذلك كله، يشير منتج الفيلم الوثائقي «أمودو»، هو أن دفترالتحملات الجديد، الخاص بالشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة (الأولى) يفرض على التلفزة المغربية بقبول المشاريع التي تقترح أقل الأثمان، فكيف إذن، يتساءل المنتج، لبرنامج مثل «أمودو» أن «ينزل» إلى مستوى البرامج ذات الدعم المتواضع، ليغطي ديون الأبناك وتكلفة الإنتاج الباهظة والظروف الصعبة بما فيها التقلبات المناخية ووعورة المسالك وخطورة العمل أثناء تصويرمجاهل المغارات والكهوف والتصويرفي مناطق الصحراء المغربية الجنوبية المليئة بالألغام.