افتتحت مساء الجمعة 27 سبتمر، بمسرح محمد الخامس بالرباط، فعاليات الدورة 19 للمرهجان الدولي لسينما المؤلف. و سيمتد المهرجان بين الفترة الممتدة من 27 إلى 5 أكتوبر. و تنظمه جمعية مهرجان الرباط للفنون و الثقافة. و قد اختار المهرجان لهذه السنة شعار «السينما في خدمة التنمية الشاملة». وتجيئ الدورة الحالية في ضوء صعوبات مالية غير مسبوقة، إلا أن إدارة المهرجان لم تستسلم لهذا الإكراه القاتل، مفضلة العمل على استمرارية المهرجان بروح نضالية عالية خدمة للثقافة الوطنية، بالاعتماد، حسب مدير المهرجان، على المجهودات الذاتية للجمعية و كذا على شركاء المهرجان الأوفياء. خصوصا بعد التجربة الطويلة التي راكمها هذا الحدث الفني و طنيا و عربيا ودوليا طيلة 19 سنة. هذا إضافة إلى جمهور المهرجان الواسع و المتنوع الذي يضم مثقفين وفنانين و طلبة و باحثين ومشاهدين، وهي قاعدة واسعة يعول عيها المهرجان من أجل استمراريته و بقائه. وأكد مدير المهرجان السيد عبد الحق منطرش في كلمة الافتتاح أن مهرجان الرباط لسينما المؤلف وجه الدعوة للمنتجين الكبار، للمخرجين العالميين و للمثلين اللامعين و الممثلات ذات النجومية العالمية من الدول العربية و الإفريقية و الأوروبية، و الآسيوية و الأمريكية للمشاركة في جائزة الحسن الثاني الكبرى للمهرجان. و ستشهد هذه الدورة مشاركة 12 دولة هي: المغرب، فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، المكسيك، كولومبيا، الأرجنتين، البرازيل، إيران، سوريا، تونس و مصر. عرفت ساعات الافتتاح تكريم الممثلة المغربية الصاعدة نزهة رحيل، و لتقريب الجمهور من تجربتها هيأ الناقد السينمائي عبد الإله الجوهري فيلما قصيرا هو عبارة عن لقطات و مشاهد من الأفلام التي مثلت فيها. كما قدمت المحتفى بها كلمة قصيرة بالمناسبة باللغة الفرنسية أكدت فيها أنها اختارت الطريق الصعب. ثم شكرت كل من ساعدها من مخرجين و منتجين وممثلين. وبعد ذلك ألقى المخرج داوود أولاد السيد كلمة في حقها، منوها بها و بجديتها و موهبتها. أما درع التكريم فقدمه الممثل المغربي محمد بسطاوي. بعد تكريم نزهة رحيل جاء دور تكريم المخرج السينمائي التونسي ناصر الخمير. و لتقريب الجمهور من تجربته قدم أيضا عبد الإله الجوهري فيلما قصيرا هو عبارة عن مشاهد من أفلامه تلخصه مساره الفني في التمثيل و الإخراج. وقد قدمت في حقه الإعلامية فاطمة الإفريقي كلمة في حقه أكدت فيها أن ناصر الخمير فنان متمرد و مدهش. أعماله تخاطب الفكر و الوجدان و العقل على حد سواء، فهو يثير أسئلة فلسفية اختصرتها في مفاهيم: الوجود، الزمان و الهوية. كما أنه منذ فيلمه «الهائمون» وهو يخوض في إشراقات التراث العربي. إنه رجل من زمن آخر، و صاحب مشروع سينمائي متكامل، و مخرج صوفي يدعو إلى لحظة تأمل. وقد قدم له وزير الشباب و الرياضة السيد محمد أوزين درع التكريم. بعد ذلك جاءت لحظة تقديم أعضاء لجنة التحكيم التي تضم تسعة أعضاء، نصفها نساء، برئاسة المخرج السينمائي الفرنسي «جان بيار كريف» المعروف بعمله على قضايا الشرق الأوسط، و الذي سيعرض المهرجان ثلاثة أفلام من إخراجه. و ينتمي أعضاء اللجنة إلى المغرب، فلسطين، الكوت دي فوار، إسبانيا، بوركينا فاصو. و اللجنة الرسمية. أما مشاهدة الافتتاح فكانت مع فيلم «الماضي» للمخرج الإيراني أشقر فرهادي الحاصل على أحسن دور نسائي بمهرجان «كان» السينمائي بفرنسا. وسيكون فيلم الختام هو «طريق حليمة» للمخرج الكرواتي «أرسين أستوجيك» الذي حاز جائزة أحسن فيلم بمهرجان تطوان لهذه السنة. و ستعرف الدورة الحالية عرض ثمانية أفلام جديدة خلال برنامج «نافذة على سينما العالم»، و التي تهم الدول الآتية: فرنسا، العراق، الشيلي، مصر، البوسنة و كرواتيا. وفي جنس الأفلام الوثائقية سيقدم المهرجان أفلاما من فرنسا، فلسطين، تونس، مصر و البوسنة. حيث سيتم عرض الشريط الوثائقي «خمس كاميرات منكسرة» الذي يتناول القضية الفلسطينية، وهو فيلم متوج في نهائيات الأوسكار بالولايات المتحدة. وقد أكد مدير المهرجان عبد الحق منطرش أن هذه الدورة اختارت كضيفة شرف السينما الصينية، نظرا لعطائها البارز في مجال الفن السابع. أما ندوات المهرجان التي سيتبادل فيها المشاركون وجهات النظر حول قضايا السينما من خلال فقرة «سوق الفيلم» التي ستنظم ندوات حول صورة المعرب في السينما الغربية»، و ندوة البعد التخييلي في سينما الحراك العربي، و ندوة المخرج التونسي ناصر لخمير، فضلا عن ندوة السينما و المدينة.