كرمت الجمعية المغربية للتوجيه والتكوين الهادف،مؤخرا الجالية المغربية المهاجرة المنحدرة من مدينة أنزا بأكَادير،نظرا لإرتباطها الوثيق بهذه المدينة وأبنائها، حيث سلمت لهؤلاء المهاجرين والمهاجرات شهادات تقديرية وهدايا رمزية في حفل كبير, نظم بمركب الحاج الحبيب بأنزا, من قبل الجمعية المذكورة وذلك بتعاون وتنسيق مع المجلس البلدي لأكَادير. هذا وتميز حفل التكريم الذي عرف حضورا نوعيا لأبناء مدينة أنزا،بتقديم عرضين تاريخيين عن مدينة أنزا منذ القرن الخامس عشرة إلى الآن،حيث أشارالأستاذ»مبارك فوقس»إلى معطيات تاريخية عن أكَادير،أو»سنتا كروز»كما سماها البرتغاليون وإلى مدينة أنزا التي كانت مشكلة آنذاك من منطقة سيدي حنين( حي تدارت حاليا أوأنزا العليا) التي كانت عبارة عن ممر للقوافل التجارية منذ عقود من الزمن. في حين تطرق الأستاذ»محمد أزداكَ»إلى تاريخ أنزا قبل زلزال أكَادير،مؤكدا على أن السكان الأصليين لأنزا هم الذين كانوا يقطنون بحي تدارت بالهضبة المطلة على منطقة أغزديس قرب الميناء.وأكد على كون نشاطها الإقتصادي لم يبدأ إلا بعد الحرب العالمية الثانية من القرن العشرين،من خلال إنشاء وحدات صناعية لتمليح السمك ونشره وتجفيفه بالمنطقة الساحلية لأنزا،ثم تلاها إنشاء أول معمل لإسمنت المغرب سنة 1952،ثم معامل أخرى بعد الإستقلال بالحي الصناعي. وذكر أن ساكنة أنزا كانت لا يتجاوز عددها إلى حدود زلزال أكَادير،حوالي ألف نسمة،لكن هذا العدد تضاعف في عهد الإستقلال،بسبب إيواء منكوبي الزلزل وتزايد الهجرة إليها من عدة مناطق, مما أدى إلى بروز دورالصفيح من جهة،وإحداث معامل صناعية من جهة ثانية وتوسع عمراني مطرد من جهة ثالثة, الأمرالذي استدعى إحداث مدارس ومؤسسات إعدادية وتأهيلية وربط المدينة بالنقل العمومي،وحدوث تدهور بيئي بفعل ما تفرزه المعامل يوميا من أدخنة ونفايات سائلة وسامة. لكن ما ميز الحي الصناعي بأنزا،هو ظهور مجموعة من الوحدات الصناعية السمكية التي جذبت اليد العاملة من جميع أنحاء المغرب, الشيء الذي دفع هذه المعامل إلى بناء سكنيات داخل المعامل وبجوارها لهؤلاء العمال والعاملات...