تتابع رئيسة لجنة التحكيم السينمائية الشيلية فاليريا سارميينتو، الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا المنظمة بين 23 و28 شتنبر 2013، بمعية فريق لجنة التحكيم ، منهن المخرجة المغربية سناء عكرود ، وأبو لين تراوري، مخرجة ومنتجة بوركينا فاسو، آنا موكلاليس، ممثلة من فرنسا، وأنيث كلوب، ممثلة من ألمانيا، وداليا البحيري ممثلة من مصر، مارزينا موسكال ناقدة وصحفية ومنسقة مهرجان وارسو بولونيا، تتابع لجنة التكيم المذكورة بشغف عروض فقرة المسابقة الرسمية، المكونة من 12 فيلما روائيا طويلا دوليا حديثا. تتنافس على جوائز المهرجان أفلام سينمائية قادمة من القارات الخمس، هي كالتالي: فيلم "عشم" للمخرجة ماجي مرجان (مصر)، "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور(م ع السعودية)، فيلم "فتى الساتلايت" للمخرجة كاتيريونا ماكينزي (أستراليا)، فيلم "يوميات شباب من جورجيا" للمخرجة نانا إكفتيميشفيلي والمخرج سيمون كروس (جورجيا)، فيلم "سارة تفضل العدو" للمخرجة كلوي روبيشو (كندا)، فيلم "صيف الأسماك الطائرة" للمخرجة مارسيلا سعيد (تشيلي)، فيلم "ليلى فوري" للمخرجة بيا ماريس (جنوب إفريقيا)، "كل نم نت " كابرييلا بييشلر (السويد)، فيلم "معركة سولفيرينو" للمخرجة جوستين تريي (فرنسا)، فيلم "منعرجات" للمخرجة فلورا لو (هونكونغ)، فيلم "الأناني الكبير" للمخرج كليو بارنار (بريطانيا)، فيلم "زينب، زهرة أغمات" للمخرج فريدة بورقية (المغرب). ولعل الحدث البارز في الدورة السابعة من حياة المهرجان هو افتتاح المغرب لفقرة المسابقة الرسمية، بفيلم حديث هو "زينب، زهرة أغمات" للمخرج فريدة بورقية، والتي حضر عرضه الأول جمهور غفير ومتنوع.. يحكي فيلم "زينب، زهرة أغمات" للمخرج فريدة بورقية قصة جزء هام من تاريخ المغرب، التاريخ الذي تحول إلى إمبراطورية عظمى بفضل مؤسسي الدولة الكبار وبفضل نسائه العظيمات وعلى رأسهن زينب النفزاية، (التي عاشت بقصبات أبيها التاجر بأغمات ضمن القرن 11 ميلادي)، وهي المرأة المرأة الأسطورة ذات العبقرية الفذة، المهتمة بالكتب والقراءة واكتشاف النباتات والعطور، حد تلقيبها بالساحرة، قبل وفي عهد الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين، الزوج الرابع لزينب والأقرب إلى روحها وأمانيها وطموحاتها. يبدو فيلم "زينب، زهرة أغمات" للمخرج فريدة بورقية من حيث الهدف العام مغريا للجميع لدرجة أن أغلب السينمائيين والمتابعين انجذبوا لفكرته من حيث تثمين تاريخ المغرب وتقريبه من عموم المغاربة وتقريب خاصة نسائه العظيمات من التداول والحياة العامة.. من هنا نحيي أولا المخرجة فريدة بورقية على هذا المنحى الفني والتربوي والتاريخي الهام.. ثم يستتبع هذا الأمر ملاحظة عدد من المهرجانيين لغة الفيلم السلسة التي يمكن لجميع المغاربة تتبعها وفهمها بدون عناء، خاصة وأن المخرجة ولجت خيارا يعتمد على حوار بلغة عربية وسط بين الدارجة والفصيح، وهو الأمر الذي يمكن الفيلم من تداوله وفهمه وتوزيعه جيدا داخل وخارج المغرب بالفضاء الجغرافي للمنطقة العربية.. أما على مستوى تصوير الفيلم، يمكن القول إن المخرجة توفقت في التقاط مشاهد جميلة لقصبات المغرب العميق ولعمارته في الواحات والجبال والقرى والمدن، كما تمكن مستوى الملابس من تقديم ألوان وأشكال زاهية للشخصيات خاصة النساء، رغم كونها أغرقت في نمط واحد هو أقرب إلى ملبس العربي بالمشرق منه إلى المغربي في مراكش القديمة.. على مستوى الشخصيات، استعانت المخرجة فريدة بليزيد بعدد من الممثلات والممثلين الكبيرات والكبار ببلادنا، لكن الشخصيات الرئيسية بالعمل مثل الشابة الواعدة فاطم العياشي (زينب) لم تقدم عرضا مقنعا بالفيلم من حيث قوتها وسلطتها وبناء كريزما زينب التاريخية.. ورغم ذلك قدم كل من بنعيسى الجيراري ومحمد خويي وآخرون عملا فنيا مقنعا.. وإذا كانت موسيقى الفيلم متميزة، فعلى مستوى البناء الدرامي، صعب على إخراج العمل شد المتفرج منذ المشاهد الأولى، فوجب انتظار مدة طويلة تقارب 45 دقيقة حتى يشهد الفيلم انتقالات حقيقية درامية.. مما أثر على تلقي ومتابعة الفيلم. وعموما، وسط اهتمام جماهيري محلي ووطني كبير، وصحبة احتفالية متميزة بالضيوف والمهرجانيين، عرف افتتاح أشغال الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا ، مساء يوم الإثنين 23 شتنبر 2013، بقاعة المركب الثقافي السينمائي هوليود بسلا، اهتماما خاصا بعرض الفيلم المغربي، متكهنين له بالفوز والتنافس على إحدى الجوائز الكبرى.